تحية إجلال إلى المرابطين داخل المحاكم في ظلّ جائحة كورونا

لم أكن منطقيا حينما دوّنت عدة تدوينات تخص المرابطين في مستشفيات المغرب المدافعين الأوائل في الصفوف الأمامية لمحاربة الوباء من أطباء، وممرضين وتقنيين، وعمال نظافة وسلطات عمومية وعسكرية، وأمن وطني.

 ومن غير المنطقي إذ لم أتطرق إلى مرابطين آخرين تم إغفال الدور المنوط بهم خاصة في هذه الظروف الحرجة ومكوثهم في المكاتب وتجوالهم داخل ردهات المحاكم لأخذ المتعين و لم يتطرق أي من المدونين إلى الأعمال الجليلة التي تقوم بها هذه الفئة وذلك بإعطاء تعليماتهم للسلطات العمومية من أجل تطبيق القانون السليم من التدخلات العنيفة أو الحاطة بكرامة المواطنين.

أولئك المرابطون في المحاكم المغربية من السادة قضاة النيابة العامة والسادة قضاة التحقيق، والسادة قضاة القضاء الاستعجالي، وموظفي المؤسسة القضائية هؤلاء الجنود الذين تركوا عائلاتهم وأبنائهم هم مرابطون في ردهات محاكم المغرب من أجل مساهمتهم الفعالة للسير العادي في مرفق العدالة في المغرب، حيث يتواجد معتقلون لا يمكن أن يظلوا قابعين تحث الحراسة النظرية بحجة حالة الطوارئ الصحي.

وعلى هذا الأساس، تجندت السلطات القضائية الثلاث، خاصة سلطة النيابة العامة المرابطة باستمرار في مراكز تقديم المعتقلين من دون تأخيرهم إلى أجل مسمى، حيث إنه بهذا العمل الجبار الذي تقوم به السلطة القضائية خاصة في هذا الظرف الذي أصبح يهدد فيه الوباء الشرس الجميع من دون استثناء، وإذا كان جل المواطنيين أي أكثر من الثلثين قابعين في منازلهم ممتثلين للحجر الصحي خوفا من انتقال العدوى، فإن هذه الفئة مرابطة في محاكم المغرب من أجل آداء رسالة العدالة النبيلة من خوف، يرجع الفضل لعدد مهم من السادة قضاة النيابة العامة المرابطين داخل المحاكم المغربية للتخفيف من وطأة العبئ النفسي للمعتقلين خاصة القابعين تحث الحراسة النظرية .

فتحية إجلال وإكبار لسلطة النيابة العامة وسلطة قضاة التحقيق والسادة قضاة القضاء الاستعجالي على هذا المجهودات الجبارة، التي يقومون بها في هذه الظروف الحرجة التي يقبع فيها البعض في منازلهم خوفا من انتقال العدوى إلى أهاليهم وأبنائهم، لكن هؤلاء الأجلاء مرابطون للتصدي لهذا الوباء ضمن الأطباء والسلطات العمومية على مختلف أطيافها.