أطفال “الكاياك” بين الرغبة في العودة لممارسة النشاط الرياضي المفضل وملاقاة الأقران
توفيق صولاجي (ومع)
استأنف أزيد من عشرة ممارسين وممارسات، لا تقل أعمارهم عن ست سنوات، تداريبهم في رياضة الكاياك، بمارينا سلا حيث مقر نادي الأولمبيك المغربي للعبة، وسط أجواء فرحة كبيرة، بعد فترة توقف عن النشاط، استمرت ما يقرب من ثلاثة أشهر، بسبب الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد +كوفيد -19″.
ووجد الأطفال المعتادون على قضاء جزء كبير من يومهم في المدرسة أو في نادي الأولمبيك المغربي للتجديف وقوارب الكاياك، حيث يقضون أوقاتا ممتعة، صعوبة في التكيف مع هذا الحجر، لكن لم يمنعهم ذلك من رسم أحلامهم ريثما يتمكنون من مغادرة منازلهم.
فطوال فترة الحجر الصحي، كان هؤلاء الأطفال يتخيلون بالفعل ما سيفعلونه بعد مكوث اضطراري بالمنزل استمر طويلا بالنسبة إليهم، بين الرغبة في ملاقاة الأقران والعودة إلى ممارسة النشاط الرياضي المفضل لديهم مرة أخرى.
ولأن أجواء الحركة والنشاط، وأحيانا الضجيج وحتى الارتباك بعد الرجوع التدريجي إلى الحياة الطبيعية هي من أجمل فترات ما بعد الحجر الصحي، يعود هؤلاء الأطفال إلى نهر أبي رقراق بحماس وشغف لمواصلة الرحلة الرائعة مع التداريب.
وبلهفة لم يتمكن من إخفائها، قال المهدي عبد الغالي (10 سنوات) “كنت أحس وأنا في النادي أنني بين عائلتي أمرح مع أصدقائي، لكن هذا الشعور غاب عني بعد فرض الحجر الصحي الذي اضطرنا إلى البقاء في منازلنا وعدم مغادرتها حفاظا على سلامتنا لأننا لازلنا صغارا” مضيفا أنه بعد رفع الحجر الصحي وامكانية العودة إلى ممارسة رياضتنا المفضلة (الكاياك) أحسست أنني أولد من جديد وأن روحي عادت إلي، إنه فعلا شعور جميل . افتقدت حقيقة أصقائي وقاربي”.
أما محمد أمين لمعارفي (11 سنة)، الذي يمارس رياضة قوارب الكاياك بنادي الأولمبيك المغربي منذ ثلاث سنوات، فاعتبر أن “فترة الحجر الصحي التي حرمتني من مزاولة نشاطي الرياضي كانت عصيبة رغم أنني كنت أحاول تجاوزها من خلال متابعة الدروس النظرية التي كان يمدنا بها المدير التقني عبر وسائل التواصل المرئي للحفاظ على معنوياتنا ولياقتنا البدنية في المستوى المطلوب”، وتابع ” لحظة إخباري بأنني سأعود إلى التداريب وسألتقي من جديد بأصدقائي بعد ثلاثة أشهر من الفراق أحسست أنني في حلم وكنت خائفا ألا يكون ذلك حقيقيا ، إنها فرحة وسعادة لا توصف”.
كذلك بالنسبة لإناس حومان (9 سنوات) “كنت أشعر بحزن كبير خلال فترة الحجر الصحي لأنني حرمت من متعة التجوال على متن قاربي الكاياك الذي أحبه كثيرا لأنه يشعرني بالمتعة والتسابق مع زملائي في النادي ، أنا الآن أحس بالحرية والسعادة بعد عودتي إلى مكاني الطبيعي بعد مقاعد الدراسة، الذي هو نهر أبي رقراق”.
من جانبه اعتبر المدير التقني لنادي الأولمبيك المغربي للكاياك، رشيد جبور، أن فترة الحجر الصحي كانت عصيبة على الأطفال باعتبار أن هذه الفئة في سن تتسم بالحركية والنشاط المفرط أحيانا، وليس من المستساغ بالنسبة إليهم الحكم عليهم وبدون سابق إنذار بالبقاء في حيز مكاني لا يسمح لهم بالتحرك بحرية متى وكيف يشاؤون.
وأشار جبور في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أنه ووعيا بتأثير هذه الوضعية على الأطفال بدنيا ونفسيا، انخرط النادي في تقديم سلسلة من الدروس النظرية والتطبيقية عبر وسائل الاتصال المرئي عن بعد للحفاظ على جسر التواصل بين الأطفال ومدربيهم ومؤطريهم في انتظار العودة إلى ممارسة النشاط بشكل طبيعي وبأقل الأضرار.
وقال إن فرحة الأطفال عند إشعارهم أنه بات بامكانهم منذ اليوم العودة إلى ممارسة نشاطهم الرياضي وركوب قواربهم وملامسة مياه نهر أبي رقراق من جديد، لايمكن وصفها، واستقبل البعض الخبر الذي طال انتظاره بالصراخ كتعبير عن سعادة غامرة.
وأوضح أن الفرحة ذاتها عبر عنها أولياء الأطفال الذين كان هاجسهم خروج فلذات أكبادهم من “المحنة” دون تأثي كبير على صحتهم الذهنية.
من جهتها، قالت رئيسة النادي نوال هدازي، إن الأطر التقنية للنادي حرصت في بداية الحجر الصحي على أن يدرك الأطفال أنهم ليسوا وحدهم في وضعهم الجديد، وطمأنتهم بأن ملايين الأطفال حول العالم في نفس المركب، وأنهم موجودون لدعمهم معنويا.
وأشارت إلى أنه منذ اليوم الأول لتوقف الأنشطة الرياضية بدأت كلمات التململ والضيق والضجر بسبب وقت الفراغ الزائد، فالأطفال يسألون متى سيعودون للنادي، إضافة إلى مشاعر الخوف التي تنتابهم في بعض اللحظات من الإصابة بالفيروس، ويحتاجون إلى من يطمئنهم باستمرار.
وشددت المسؤولة على أن النادي التزم بتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية التي أوصت بها السلطات المعنية لتحقيق عودة آمنة إلى التداريب حفاظا على صحة وسلامة الأطفال والمؤطرين ، وتفاديا لتفشي الجائحة.
وعبرت هدازي عن امتنانها للمسؤولين ب”مارينا سلا” على الدعم المتواصل الذين ما فتئوا يقدمونه للنادي من أجل ضمان عودة آمنة لمنخرطيه إلى أنشطتهم الرياضية، وخاصة الأطفال منهم بتوفير مواد التعقيم الذي يشمل جميع المرافق والقوارب، والحرص على قياس حرارة الوافدين عند المداخل.