الرئاسيات الأمريكية.. سباق محتدم عشية تعيين بالمحكمة العليا وأول مناظرة تلفزيونية
بقلم: عمر عاشي (ومع)
يجري سباق محتدم بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية في ضوء استطلاعات الرأي الجديدة، عشية تعيين حاسم بالمحكمة العليا، والمناظرة الأولى بين ترامب وبايدن المرتقبة يوم الثلاثاء المقبل.
وتمنح استطلاعات الرأي الجديدة المرشح الديمقراطي تقدما طفيفا في الولايات الرئيسية التي يجب أن يفوز بها الرئيس ترامب لضمان ولاية ثانية، لكن الهامش يتقلص في فلوريدا وكذا في أريزونا، مما يزيد الضغط على جو بايدن قبل المناظرة التلفزيونية الأولى المرتقب عقدها في كليفلاند بولاية أوهايو.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها “رويترز-إيبسوس”، وجامعة “مونماوث”، و”سي بي إس نيوز”، إلى تضييق الفجوة بين المرشحين ما بين نقطة واحدة وثلاث نقاط، مع حصول بايدن على تقدم طفيف حيث منحته استطلاعات “نيويورك تايمز” “وسي إن بي سي” هامشا أكبر يتراوح مابين 6 إلى 9 نقاط.
ومع ذلك ، فإن استطلاع آخر، أجرته “اي بي سي نيوز-واشنطن بوست” حول الناخبين المحتملين صدر هذا الأسبوع، يضع ترامب في المقدمة في أريزونا. وفي ما يتعلق بالاقتصاد، فإن المرشح الجمهوري يتقدم بـ 15 نقطة مقابل 4 نقاط فقط لمنافسه فيما يخص المرشح المفضل لتدبير وباء فيروس كورونا.
وكتبت يومية “ذو هيل” أن بايدن لديه طرق متعددة لتحقيق الفوز، في ظل استطلاعات جديدة تمنحه نفس الحظوظ مع ترامب في الولايات الحمراء تاريخيا (الحزب الجمهوري)، مثل تكساس وجورجيا، وفي الولايات التي فاز فيها ترامب بشكل مريح في عام 2016، مثل أيوا وأوهايو.
بيد أن الجمهوريين مقتنعون بشكل متزايد بأن ترامب يمكن أن يفوز بعدد كاف من الولايات الرئيسية للظفر بالاقتراع وتكرار الفوز المفاجئ لعام 2016.
وفي هذه الولايات الرئيسية (الولايات المتأرجحة)، نحو عشر ولايات، تدور المعركة بشكل عام للوصول إلى البيت الأبيض، وغالبا ما يظل اختيار الناخبين غير متوقع حتى اللحظة الأخيرة. في غضون ذلك، ستكون أمام الرئيس ترامب، ابتداء من السبت، فرصة لاتخاذ خيار مع أنصاره والمحافظين بشكل عام، بالإعلان بالبيت الأبيض عن خليفة للقاضية الراحلة، روث بادر غينسبورغ لشغل المنصب الفارغ بالمحكمة العليا. وسيتيح هذا التعيين، الذي كان سببا في اندلاع معركة سياسية حقيقية بين الجمهوريين والديمقراطيين، فرصة لترامب لإعادة تعبئة قاعدته الانتخابية وترجيح كفة اليمين بهذه المؤسسة القضائية العليا. ويجري تداول اسمين لشغل هذا المنصب، ويتعلق الأمر بالقاضية، إيمي كوني باريت، المرشحة المفضلة لحزب المحافظين، وكذا القاضية باربرا لاغوا، التي قد تساعدها أصولها الكوبية على حشد الناخبين اللاتينيين وتحقيق الفوز بولاية فلوريدا.
وعلاوة على هذا الخيار، فإن المناظرة الأولى بين المرشحين للرئاسة ستركز أيضا على القضايا الملحة للجائحة، التي خلفت أزيد من 200 ألف وفاة، وانكماشا اقتصاديا وتوترات اجتماعية تفاقمت بسبب الكراهية العنصرية مع أعمال عنف جديدة للتنديد بإفلات رجال الشرطة ، المتورطين في الاعتداء على المواطنين الأمريكيين من أصول إفريقية،من العقاب .
ووفاء لاستراتيجيته الرامية إلى الوصول إلى الناخبين، على الرغم من التحذيرات بشأن المخاطر المحتملة خلال هذه الأوقات من الأزمة الصحية، يضاعف الرئيس ترامب تجمعاته الانتخابية مع تنظيم حملات بكل من فلوريدا وجورجيا وفيرجينيا، إضافة إلى حملة لجمع التبرعات بفندقه في واشنطن.
واختار المرشح الديموقراطي، مرفوقا بنائبته ،كامالا هاريس، أمس الجمعة، تكريم القاضية الراحلة روث بادر جينسبورغ في مبنى الكابيتول، لتصبح بذلك أول امرأة تحصل على مثل هذا التكريم في مقر الكونغرس الأمريكي.
وكان الرئيس ترامب ونائبه، مايك بنس، ألقيا أمس الخميس، نظرة أخيرة على جثمان القاضية الراحلة أمام مدخل المحكمة العليا.
وفي انتظار حلول موعد الانتخابات المزمع إجراؤها في 3 نونبر المقبل، يرتقب أن تجري ثلاث مناظرات رئاسية، إضافة إلى مناظرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس في 7 أكتوبر في سولت لايك سيتي بولاية يوتا.
وهكذا، سيتابع الناخبون الأمريكيون المواجهة الأولى يوم الثلاثاء المقبل خلال مناظرة لـ90 دقيقة ستستضيفها جامعة (كايز ويسترن ريزيرف) بكليفلاند بولاية أوهايو، تليها مناظرة ثانية بميامي بولاية فلوريدا في 15 أكتوبر، على أن تحتضن جامعة بلمونت بناشفيل عاصمة ولاية تينيسي، المناظرة الثالثة والأخيرة في 22 أكتوبر المقبل.