جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

كرونولوجيا عودة المغرب الفاسي لقسم الكبار

جورنال أنفو- شيماء سعيدي

بحرقة وشغف كبيرين، انتظرت جماهير فريق المغرب الرياضي الفاسي لكرة القدم منعطف عودة فريقها إلى بيته وموطنه الأصلي.

جماهير فاسية من مختلف الأعمار، شيوخ وشباب فأطفال، ورجال  ونساء غمرتهم فرحة “هستيرية”لا يُمكن وصفها عزة الألسن عن وصفها، احتفالات عارمة زيّنت أرجاء المدينة بأغاني فتحت الأبواب على مصراعيها لاحتضان الزغاريد والتهليل بالنصر الذي تردد في شوارع فاس العريقة، بعد تحقيق النمور انتصارا على ضيفه وداد تمارة بنتيجة إصابتين من دون رد برسم مباريات الجولة الثلاثين وهي الأخيرة من بطولة القسم الوطني الثاني، في المباراة التي جمعتهما على ملعب الحسن الثاني في بفاس أمس الجمعة تاسع أكتوبر الجاري، فوز مكنه من حجز مقعد غال التذكرة في قسم الصفوة برصيد 50 نقطة مكنته من احتلال المركز الثاني في سبورة الترتيب النهائي،  حيث رسم الهدف الأول الذي انبرى له اللاعب الجناتي من ضربة جزاء في الدقيقة 57، الفرحة وجعل المدينة العلمية ترقص بنشوة اقتراب تحقيق المُراد، الذي تأتى بعد ما حبست مجريات المباراة الأنفاس، بحماس كبير، أظهره لاعبوا الفريق الفاسي بنضج تكتيكي وتقني، أثبت نجاعة المدرب وبعد رؤيته التي أعطت حيزا كبيرا من الثقة للاعبين الشباب لإبراز مدى تفانيهم وتفادي خيبة الأمل، التي كسرها اللاعب المتألق عبد العظيم خضروف بالهدف الثاني برأسية في الدقيقة 92 من الوقت بدل الضائع، وأطلق العنان لعودة مظفرة لقسم الكبار.

دوري الدرجة الأولى بات يحتضن فريق المغرب الرياضي الفاسي، بعد طول اشتياق وبعد غياب دام لأربع مواسم رياضية، فرحة مناصري النمور الصفر رصدتها قنوات وطنية وخارجية، حيث عاد الماص بوجه جديد فنيا و تدبيريا وكذا تسييريا.

كيف لا وهو الحدث الذي انتظرته الجماهير الرياضية الوطنية عامة، والفاسية على وجه الخصوص، بعدما تعهد رئيس الفريق اسماعيل الجامعي بعودة “الماص” للواجهة لتقود الصراع على البطولات والألقاب ابتداء من الموسم الرياضي المقبل  الكبار، بمجهودات المكتب المسير التي أقرتها الجماهير الغفيرة للمغرب الفاسي التي خرجت وملأت فاس العريقة ألوان البهجة والسرور، احتفاء بعودة الفريق مباشرة بعد نهاية المباراة الحاسمة ضد فريق وداد تمارة.

عودة فريق المغرب الفاسي لقسم الأنوار لم تكن سهلة المنال وإنما هدفا تحقق بصعوبة حيث خلف آثارا نفسية واجتماعية عميقة على عشاق النادي بعد تسلسل النكبات التي سايرتها قلوب الأنصار، بعد توالي المدربين حيث تعاقد الفريق مع الإطار الوطني عبد اللطيف جريندو كمشرف عام عوض الدولي المغربي السابق منير الجعواني الذي فسخ النادي عقده المبرم معه والمدرب المساعد عادل السراج بالتراضي، بعد أن كشف الفريق عبر صفحته الرسمية أن أسباب فسخ العقد تأتي بعد سلسلة من تعادلات الفريق الفاسي، وكان آخرها ضد فريق اتحاد سيدي قاسم بهدفين لمثلهما.

عرفت سنة 2016 اندحار فريق المغرب الفاسي العريق إلى قسم المظاليم، بسبب تطاحنات وصراعات داخلية شخصية بين أعضاء المكتب المسير للفريق، حيث تتغير المناصب بين الفينة والأخرى للأعضاء أنفسهم، فتارة هي في المعارضة وأخرى في التسيير ناهيك عن ازدواجية الأدوار، وكلما همّ مكتب جديد بالتشكيل، يشير بأصابع الاتهام إلى المكتب الذي خلَفه والضحية هي “الماص”، ليسلكوا في الأخير ممر الناجين بدون عقاب ولا حساب.

أربع مواسم، عاشها مناصرو الفريق في نكسات متوالية، ومعاناة وسيناريوهات متجددة، أزمات طغى عليها تغليب المصلحة العليا للنادي وترك النزاعات الشخصية جانبا، تمثلت في تغيير المدربين في كل شطر من البطولة بسبب مشاكل داخلية وصراعات بين المسؤولين، وجد اللاعبون أنفسهم أمام تحد جديد، ألا و هو التكيف مع الأطر التي توالت على قيادة الفريق.

فشكلت الانتدابات بعضها نقطة سوداء في مسار الفريق الفاسي، خاصة أن الأخير وجد نفسه أمام فوضى كبيرة بعد إبرام مجموعة من التعاقدات التي كانت بلا جدوى، رغم الاتفاق مع مدربين أكفاء لقيادة سفينة الفريق.

الماص الآن مقبل على موسم ستشرع مبارياته في 20 نوفمبر القادم، الكثير من التغييرات التقنية و التسييرية تنتظر الفريق الأصفر لبدء موسم قوي صامد ليتمكن من المنافسة على الألقاب و البطولات،حيث يجب العمل على  بناء تركيبة بشرية متوازنةالخطوط، تستمد قوتها من انتدابات واعدة، فلا يقاس مردود اللاعب بمبارتين أون  ثلاث بل بمجموع المباريات التي خاضها رفقة الفريق، كما يجب ترك المحسوبية و الزبونية و إتاحة الفرصة أمام خريجي مدرسة الفريق من الشباب ووضع كامل الثقة بإمكانيتهم وحسن تأطيرهم نفسيا وتكتيكيا، خاصة ونحن نلحظ نقط الضعف بالفريق التي تتجلى في خط الدفاع والوسط، وكذا الاعتماد على مهاجمين صريحين لسد الخصاص.

في الأخير هنيئا لنا بصعود الفريق الغالي رفقة شباب المحمدية و الذي فاز بدوره على فريق الاتحاد البيضاوي خارج دياره بثلاث أهداف لواحد برسم الدورة الأخيرة من عمر بطولة الدوري المغربي في درجته الثانية، فهنيئا لنا الخروج من رحم المعاناة و هنيئا لنا بهذا الفوز الذي طال انتظاره جماهريا وكذا باقي مكونات الفريق و الأطقم التقنية.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.