ترامب وبايدن يستعرضان رؤيتهما المتباينة تماما لمستقبل أمريكا
جورنال أنفو
تواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن، ليلة الخميس بناشفيل (ولاية تينيسي)، في إطار آخر مناظرة تلفزيونية لهما قبل الاستحقاق الرئاسي المقرر في الثالث من نونبر المقبل، والتي اتسمت بالمواقف المتباينة للمرشحين بشأن العديد من القضايا، بما فيها تدبير أزمة “كورونا” والتغيرات المناخية والهجرة.
واستهلت المناظرة، التي أدارتها صحفية شبكة (إن.بي.سي)، كريستين ويلكر، بمناقشة تدبير أزمة “كورونا”، حيث دافع الرئيس ترامب عن تدبيره لأزمة “كوفيد-19″، متعهدا بأن اللقاح سيكون جاهزا في “الأسابيع المقبلة”، ومؤكدا أيضا أنه لولا الإجراءات التي اتخذها، لكان عدد ضحايا الفيروس تجاوز مليوني أمريكي.
وشدد ترامب على أنه يتعين على الأمريكيين أن “يتعايشوا مع الوباء”، قائلا بهذا الخصوص “ليس لدينا خيار. لا يمكننا حبس أنفسنا في قبو كما يفعل جو”. من جهته، رد بايدن قائلا: “بل إن الأشخاص يتعلمون أن يموتوا به”، مؤكدا أن “أي شخص مسؤول عن هذا العدد الكبير من الوفيات لا يجب أن يظل رئيسا للولايات المتحدة”، في إشارة إلى وفاة 223 ألف أمريكي بفيروس “كورونا”. وفي ما يتعلق بمسألة أداء الضرائب، ذكر الرئيس ترامب بأنه “دفع ضرائب بملايين وملايين الدولارات مسبقا”، خلافا لتقارير إعلامية تفيد بأنه دفع 750 دولارا فقط كضرائب اتحادية خلال عامي 2016-2017 .
كما وجه ترامب لمنافسه اتهامات مرتبطة بالفساد المالي، حيث قال إن بايدن “تلقى ملايين الدولارات” من الصين وروسيا، وهي الاتهامات التي رفضها المرشح الديمقراطي، بصفة قاطعة. وبخصوص الإقرارات الضريبية التي وعد الرئيس الأمريكي بنشرها منذ عدة سنوات، سأله بادين “لم تقم بالكشف عن سنة واحدة من إقراراتك الضريبية. ما الذي تخفيه ؟ لماذا ترفض ذلك ؟”.
ترامب، الذي بدا أكثر هدوءا مما كان عليه في المناظرة الأولى، اتهم أيضا بايدن بعدم الكفاءة، قائلا إنه قرر الترشح لمنصب الرئيس بسبب ضعف أدائه كنائب للرئيس. وتوجه إليه قائلا “جو، لقد قررت خوض الانتخابات الرئاسية بسببك”.
وبينما كان المرشحان يتحدثان عن الميز العنصري في جميع أنحاء البلاد، حاول ترامب التشكيك في كفاءات بايدن من خلال الإشارة إلى أنه لم يكن قادرا على تغيير النظام القضائي كنائب للرئيس. وردا على وعود بايدن الإصلاحية، تساءل ترامب “ولكن لماذا لم تفعل ذلك قبل أربع سنوات؟ والتفت بايدن إلى الحضور ليجيب “أنتم تعرفون من أنا. وتعرفون من هو. تعرفون شخصيته. تعرفون شخصيتي. تعرفون أن سمعتي هي الشرف وقول الحقيقة”.
ومن المواضيع الشائكة التي أثيرت خلال المناظرة، قضية الهجرة، ولاسيما قضية 545 طفلا مهاجرا غير شرعي تم فصلهم عن أسرهم خلال عملية توقيفهم على حدود الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.
وقال ترامب بهذا الشأن “إن المهاجرين يستخدمون الأطفال في الدخول واختراق حدود الولايات المتحدة الأمريكية (..) العصابات تستخدم هؤلاء الأطفال في إلحاق الضرر بالولايات المتحدة”. واتهم المرشح الديموقراطي منافسه بانتهاج سياسة “إجرامية ” بحق أطفال المهاجرين، قائلا إنه “تم فصل هؤلاء الأطفال عن أسرهم، والآن لا يمكن تحديد مكان ذويهم، الأطفال الآن يتواجدون لوحدهم، وليس لديهم أي مكان يذهبون إليه، إنه فعل إجرامي”.
بعد ذلك، قدم بايدن وترامب وجهات نظرهما المختلفة جذريا حول قضية التغيرات المناخية، حيث صرح بايدن أنها تشكل “تهديدا للبشرية”، فيما دافع ترامب عن قراره القاضي بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس حول المناخ. ودافع ترامب عن سياسات إدارته للشأن البيئي، قائلا “أنا أحب البيئة، لكن ما أريده هو مياه أكثر صفاء، وهواء أكثر نقاء”، ليضيف أنه سيتم تقييد الاقتصاد من خلال الالتزام بمعايير عالمية صارمة في ما يتعلق بالانبعاثات. وردا على حديثه، اعتبر بايدن أن “الاحتباس الحراري يمثل تهديدا وجوديا. ولدينا التزام أخلاقي لمواجهة ذلك”، مشيرا في السياق ذاته إلى خطته للاستثمار في الطاقات المتجددة، لإخراج البلاد من تبعيتها للطاقات الأحفورية.
وشكلت هذه المناظرة التلفزيونية الفرصة الأخيرة للمرشحين من أجل طرح وجهات نظرهما المتعارضة تماما لمستقبل البلاد، وذلك على بعد أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نونبر المقبل. ولا تزال استطلاعات الرأي تمنح نائب الرئيس السابق الأفضلية سواء على المستوى الوطني، أو في العديد من الولايات الحاسمة.