جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

يوم كوروني ماطر

جورنال أنفو

يوم كوروني ماطر

أمطري..

أمطري ايتها  السماء الرحيمة

وانثري عبير سحاباتك

لعل البهجة تعرف طريقا الى قلوبنا

واغسلي بزخاتك قلوب

العطشى إلى الحب الدافىء

وامسحي برذاذك على جبين

الحيارى والتائهين بحثا

عن ملاذ يقيهم جفاف العواطف

ونضوب الحنان والرافة

وشظف العيش والانانية

اغذقي علينا من نظراتك الحالمة

التي كلما نظرناها  امدتنا بالسلام والدعة والسكينة

وأزيلي ما راكمته كورونا من خدوش مبرحة على وجوهنا

وما كبسته من آلام واحقاد على قلوبنا

فنحن قوم أصبحنا نخاف الفرح

ونتمسك بالقتامة والرتابة

إلى حد الإدمان

أصبحنا نموت كل يوم

ليس لأن الروح قد تفارقنا

بل لأن أيامنا غدت متشابهة.

الا من أجسامنا التي ازدادت وزنا

واعمارنا التي ازدادت قصرا

صبي علينا من فيض غيثك

لعلنا نتوب ونعود إلى رشدنا

إلى إنسانيتنا المهدورة عمدا

وبتصميم وإصرار منا

آلينا على أنفسا أن ننسف

-وكأننا على ميثاق غليظ بيننا

كل ما بنيناه من صرح قيمنا

منخرطين في نوبة التخريب

غير معهودة تذكرنا بسالف

الحروب الكونية التي حادت فيها

الانسانية عن صوابها بل جنت

بدوافع مادية صرفة

لم يكن لا الإنسان ولا مصيره

ضمن حساباتها ولا ضمن

أولوياتها ولا حتى أهدافها

كانت بالفعل حروبا طاحنة

أتت على الاخضر واليابس

من القيم التي فضلت وكنا

نتعلق بها  رغم ذلك..كما يتشبث

غريق بخشبة مهترىة

خوفا من السقوط الحر الى قاع اليم العميق والمظلم

لكن ما نفتا أن نعود إلى لعبتنا المعهودة

لعبة التخريب والتقتيل والمكائد

والدسائس والاستقواء على الضعفاء

فبدونا مستمرئين لغينا وتيهاننا

نعيث فسادا ومقتا وعنصرية واستعراضا للقوى في الأرض

نخوض حروبا لانهائية ظاهرها

ثقافي مذهبي وجوهرها جشع مادي

وسيلتها واداتها اولا واخيرا الانسان

هذا المخلوق التعس الذي ولد

من رحم الخطيئة وعاش حاملا شعورا

بذنب لم يرتكبه، بل وألبس ثوب

العيش لم يستشر فيه حتى، على حد

قول عمر الخيام الرياضي الحالم

الذي لخص كنه الحياة في نصف بيت.

ما شأن سكان الأرض ؟؟؟

أعليهم أن يعيدوا مشهد الخطيئة كل ألفية؟؟

وعلى مسرح الكوكب هذا الذي منح لنا رياء!!

وعلينا أن نعيد  تمثيل مأساة قابيل وهابيل كل قرن!!

أهذا قدرنا، أن نعيد صخرة سيزيف المتدحرجة

إلى قمة الجبل كل عقد ؟؟

أعلينا ان يظل سيف ديموقليس معلقا

فوق رؤوسنا

يهددنا كل يوم بل كل لحظة

فلا نهنأ بحياتنا ولا بسعادتنا السرمدية المنشودة

أولهذا الدور خلقنا ؟

ما اضحل غاية وجودنا إذا لم نكن

في استطاعتنا أن نوجه روح التاريخ ونتحكم فيه

ونعاكس اتجاهاته واملاءاته كما يغير البحار الشجاع

وجهة اشرعته لكي ييسر إبحارا سلسا لسفينة الارض هذه!!

ألسنا أعقل الكائنات؟؟  ألم نمنح شرف حمل الأمانة الكبرى

على هذه الأرض بعدما

ابت كل السموات والارض والجبال وكل الكائنات على ان تنوء بحملها؟؟؟

اذن ما ننتظر ؟ ما الذي يمنعنا من اختيار قدرنا ؟؟ ورسم خطط مصيرنا ؟؟

وتخليص الجنس البشري من كل فيروسات العجز والضعف

والاتكالية والقدرية والغيبية واستلذاذ غبائنا وغينا،

  • لأننا كلما تأخرنا عن اتخاذ هذه الخطوة

ستزداد أعباءنا، وسنظل نعمه في أمراضنا ولوثاتنا أبد الآبدين.

أما آن الأوان أن نسائل عقولنا التي منحت لنا خامة.. نعم خامة..؟

ألم نكن نشبه الحيوانات غير العاقلة ؟؟

وطورنا ألبابنا بتدحرجنا عبر كل منعرجات التاريخ

وسلكنا بشق الانفس كل دهاليزه

قاومنا فيها كل اشكال التغييب والاقصاء

والنفي والانكار لمدى قدراتنا

من طرف سدنة المعبد وحراسه الذين ينبثون بغتة

عبر فجوات التاريخ الضيقة في غفلة منا

لماذا مازلنا عالقين بخيوط واهية

لما دبجه هؤلاء وصاغوه

طبقا لرؤاهم، وتماشيا مع مصالحهم ونزواتهم

ألشعرة معاوية هذه تتوقف كل مصائر حامل الامانة الكبرى هذا؟؟

هراء ..

 

 

 

الجباري محمد العربي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.