المغرب/إندونيسيا… نحو شراكة استراتيجية إفريقية-آسيوية
جورنال أنفو
– بعيدا عن مجاله الجغرافي المعتاد وعن شركائه التقليديين، يتجه المغرب على نحو متزايد لإرساء أشكال جديدة من التعاون والشراكات، وخاصة في آسيا. وتتقاسم إندونيسيا، القوة الاقتصادية الأولى في جنوب شرق آسيا، مع المملكة هذه الرؤية للشراكة بشكل واسع، وترى في المغرب مركزا مهما لولوج السوق الإفريقية الصاعدة.
وحتى في عصر كوفيد-19، تعززت العلاقات المغربية الإندونيسية بشكل أكبر من خلال عقد العديد من الاجتماعات وسلسلة من الندوات الافتراضية، تناولت مجموعة من المواضيع التي غطت مختلف القطاعات والأنشطة ذات الاهتمام المشترك.
فخلال اجتماع بين رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، وسفير إندونيسيا بالرباط، هسرول أزوار، أبرز الطرفان جودة التعاون الثنائي، وبحثا أيضا السبل الكفيلة بالنهوض بالعلاقات بين المغرب وإندونيسيا.
وأكد الجانبان أن آسيا وإفريقيا هما قارتان صاعدتان، وأنه يمكن للمغرب وإندونيسيا العمل معا لتعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية والفلاحية بين القارتين.
هذه الرؤية للتعاون، أكد عليها مدير قسم الشرق الأوسط في وزارة الشؤون الخارجية الإندونيسية، باغوس هندرانينج كوبارسيه، الذي دعا إلى تعزيز المبادلات التجارية بين المغرب وإندونيسيا، التي تبقى أقل من إمكاناتهما الاقتصادية المتوفرة، وذلك في إطار تعاون اقتصادي أمثل جنوب – جنوب.
وأبرز الدبلوماسي الإندونيسي، خلال ندوة عبر الإنترنت تمحورت حول تكثيف التعاون التجاري المغربي الإندونيسي، أن المبادلات التجارية بين البلدين ارتفعت إلى 170,19 مليون دولار في عام 2019 ، داعيا البلدين، الرائدين على مستوى منطقتيهما، إلى استكشاف مجالات جديدة للتعاون.
من جانبه، أشار رئيس غرفة التجارة والصناعة الإندونيسية (كادين)، روسان روسلاني، خلال نفس اللقاء، إلى ضرورة دراسة خصائص ومميزات السوقين الإندونيسي والمغربي من أجل تلبية احتياجاتهما على أفضل وجه، داعيا إلى تضافر الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة في عصر كوفيد -19.
وجدد سفير المغرب في إندونيسيا، وديع بنعبد الله، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، التأكيد على الإرادة الراسخة للبلدين للمضي قدما نحو آفاق واعدة للتعاون، وشدد على ضرورة الارتقاء بالتعاون الاقتصادي إلى مصاف العلاقات الثنائية السياسية والدبلوماسية المتميزة.
وأشاد الدبلوماسي المغربي بالتطور الملحوظ للعلاقات التي تجمع بين البلدين مع مر السنين، مشيرا إلى خصوصية عام 2020 الذي يشارف على نهايته والذي يتزامن مع تخليد الذكرى الــ60 للعلاقات الدبلوماسية بين الرباط وجاكرتا.
وأبرز أن المغرب يرتبط بـ”علاقات جيدة للغاية مع إندونيسيا تتميز بالثقة المتبادلة، والحوار المنتظم، وتقارب وجهات النظر حول قضايا رئيسية ذات طابع إقليمي ودولي” ، مضيفا أن البلدين أعدا برنامجا غنيا ومتنوعا من الأنشطة والاجتماعات للاحتفال، كما ينبغي، بعلاقاتهما الدبلوماسية المتميزة التي تأسست منذ عام 1960.
كما ذكر الدبلوماسي المغربي أن البلدين بصدد التفاوض على اتفاقية تفضيلية تسمح بتسريع وتيرة المبادلات التجارية الثنائية الخاصة ببعض المنتجات غير التنافسية، للحفاظ على الإنتاج الوطني، مضيفا أن اتفاقا آخر في مجال توحيد معايير السلامة الصحية، الذي هو في طور الاستكمال، سيسمح بدخول الحوامض المغربية إلى السوق الإندونيسي الذي يضم أكثر من 260 مليون مستهلك.
وخلص إلى أن “إندونيسيا تبدي إرادة قوية في جعل المغرب شريكا اقتصاديا رئيسيا في إفريقيا، والاستفادة من موقعه الجيواستراتيجي كبوابة نحو قارتين، في الوقت الذي يعتبر فيه المغرب إندونيسيا، هذا البلد الشقيق، شريكا موثوقا به في جنوب شرق آسيا”، مشيرا إلى أن حقبة من التعاون الاستراتيجي تقوم على أساس رابح-ربح بين الرباط وجاكرتا تلوح في الأفق في السنوات القادمة.