إعلاميون وجمعويون يدعون إلى تعزيز التمثيل المنصف للنساء في الإعلام
استنادا لانتدابها المؤسسي في مجال المساهمة في النهوض بثقافة المساواة والمناصفة، وتخليدا لليوم العالمي لحقوق النساء، نظمت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري يوم 05 مارس 2021 ورشة عمل حول موضوع “الإعلام وتمثيل النساء في الفضاء العمومي”.
شارك في أشغال هذه الورشة إلى جانب عضوات وأعضاء المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، ممثلون عن المؤسسة التشريعية ومؤسسات وطنية ولجن المناصفة بالإعلام العمومي وصحفيون ومسؤولو تحرير ومسيرون إداريون بإذاعات وقنوات تلفزية خاصة ومؤسسات صحفية، بالإضافة إلى جمعيات من المجتمع المدني من المهتمين بالشأن الإعلامي ومن المنخرطين في العمل التعبوي والترافعي لفائدة حقوق النساء وتمكينهن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
افتتحت لطيفة أخرباش رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري أشغال هذه الورشة بإبراز أهمية قضية التمثيل المنصف للنساء في الإعلام وما تحيل عليه من رهانات ومكاسب. بعد عرضها لبعض أوجه وخصائص الممارسة الإعلامية القائمة على النوع الاجتماعي، أبرزت السيدة أخرباش الانتداب المؤسسي للهيأة العليا في مجال تقنين مسألة النوع في المضامين السمعية البصرية. كما تقاسمت مع المشاركات والمشاركين بعض النتائج الدالة لتتبع التمثيل الإعلامي للنساء كفاعلات في الفضاء العمومي، حيث أظهرت البيانات الفصلية لتتبع واحتساب مداخلات الشخصيات العمومية في المجلات والنشرات الإخبارية على مدى عشر سنوات (يناير 2010- يونيو 2020) أن مدة تناول النساء الكلمة تراوحت ما بين 8% و15% من الحجم الزمني الإجمالي للمداخلات. كما قدمت نتائج أخرى خاصة بالتمثيل الإعلامي للنساء خلال الفترات الانتخابية وخلال المواكبة الإعلامية لبعض قضايا الشأن العام ذات الأهمية الكبرى، وذلك في إطار المهمة الدستورية للهيأة العليافي مجال ضمان التعبير التعددي في الإذاعات والقنوات التلفزية العمومية.
خلال المناقشة والتفاعل بين المشاركات والمشاركين في هذه الورشة التي قام بتسيير أشغالها السيد بنعيسى عسلون المدير العام للهيأة العليا، طرحت مجموعة من المسالك لإعمال التفكير المتجدد والتحرك المؤثر لتعزيز تمثيل النساء في الإعلام كفاعلات عموميات، لا سيما في سياق التحضير للاستحقاقات الانتخابية المقبلة. ترتبط المسالك المقترحة بمستويات حضور النساء في الفضاء العمومي، خصوصا داخل المنظمات السياسية والمهنية، وحضورهن في التسلسل الهرمي للمهام التحريرية وفي قيادة المقاولات الإعلامية، وطبيعة الممارسات والمضامين الإعلامية، فضلا عن سبل تعزيز الدراية الإعلامية، كورش هيكلي كفيل بتأمين استهلاك نقدي ومستنير للمضامين الإعلامية القائمة على النوع الاجتماعي،لاسيما في الفضاء الرقمي.