جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

“الحاج القاسم الانتخابي” و”حمير تادلة”

د.محمد الشمسي

أبانت بعض الأحزاب عن لهفة حد “سيلان الريوك” لجعل القاسم الانتخابي بعدد المسجلين في اللوائح الانتخابية وليس بعدد المصوتين، فهذه الأحزاب وعندما تحسبها جيدا تجد نفسها ستحصل على قسط من الغنيمة، إنها سبيلها الوحيد “باش تدبر على راسها”، فهي لم تتعلم كيف تأكل كتف الشعب، وظلت “الله غالب” تخرج من الانتخابات ب”صفر مقعد” أو بمقاعد لا توصل إلى “المعقول”، سيعفيها “الحاج قاسم الانتخابي الجديد” من صداع البرنامج السياسي والتجمعات الخطابية،

وأما البعض الآخر من تلك الأحزاب فهو كاره لذلك الحاج القاسم، وهذا البعض يرى نفسه حزبا كبيرا قويا يسود ويحكم ” باغي ياكل عا بوحدو”، ويستحق الكعكة كلها أو جلها و”وماباغي يذوق تا واحد”، وهو مستعد “باش يطلع لجبل”، لذلك فهو يمقت هذا القاسم الانتخابي لأنه “غادي يضصر عليه بنادم”، وسيزاحمه الصغار في “رحبة الأصوات”، وأما الدولة في شخص وزارة الداخلية فقد خلا لها الجو، وهي “كتبورد” على ما تبقى من الأحزاب، بعدما انهارت الأهرامات و تذوق “المناضلون” طعم المناصب ومتعة السفريات، وحلاوة “الثروة بلا مجهود”، وحولوا أحزابهم إلى وكالات تجارية تكفر بالديمقراطية وتعبد الكراسي، وتتقن “فن الشفاوي والله يداوي”، وصارت كل الأحزاب رجع صدى لبعضها البعض، تتشابه على المواطن في الأسماء والبرامج مثلما تشابه البقر على بني إسرائيل.

شخصيا لا أشارك في العملية السياسية برمتها، فلا أنا أنتمي لحزب، ولا أنا مسجل في لائحة، ولا أنا مصوت على أحد، بمعنى أن الحاج قاسمهم الانتخابي هذا لا يعنيني، ولن أكون داخله إلا إذا اختارت الدولة أن تقسم قسمتها هذه المرة على عدد السكان البالغين سن التصويت، وسبب تمردي على هذه اللعبة السياسية هو أني أستشعر رائحة قذارتها من بعيد، فأنا أقعد فوق تلة وأرقبهم كيف يفركون الأصابع يتحينون للارتماء على الشعب والثروة، أراهم مثل قطيع ضباع تتربص بالفريسة لتنقض عليها وتمزقها، وتهرب بالأشلاء بعيدا، أرى كيف يقف الشعب في قلب كماشة من فكين بأسنان حديدية حادة وصلبة، فك تمثله الدولة التي تريد أن تصنع لها من الأحزاب حصيرا تمشي فوقه وسط الأوحال، وفك تمثله تلك الأحزاب التي لا ترى مانعا في لعب دور الحصير لكن تريد أن تقبض ثمن مسحوق الغسيل.

وحسبنا قصة ذلك الأفاك الذي كذب على الناس حين أوهمهم أنه حين كان في مدينة تادلة كان يقفز فوق سبع حمير متراصة، فأحضروا له سبعة حمير وقالوا له : “إلا غابت تادلة ها سبع حمير واجدة”…، لا يهم الشعب القاسم بقدر ما تهمه حصيلة القسمة وغلتها وعائدها، ولا أعلم لماذا يتشبث بعضهم بهذا القاسم دون الآخر، مثل متسابق كسول يراهن في فوزه على رداءة أرضية المضمار أكثر من تعويله على تداريبه وحماسه واستعداده…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.