العيطة البنكيرانية” و”التقلاز من تحت الجلابية”
بقلم: الأستاذ محمدالشمسي
من السذاجة الاعتقاد أن بنكيران تناول ورقة كان يلف بها خبزة وشخبط عليها رسالته لإنهاء مسيرته السياسية، لقد تعمد الرجل الجنوح لأسلوب “التقلاز من تحت الجلابية”،
فالرجل قام بما قام به مع سابق إصرار وترصد، وهو يعرف من يقصد برسالته تلك شكلا ومضمونا، بمعنى “إياك أعني يا جارة”، ثم إنه من السذاجة كذلك الاعتقاد أن “جعرة بنكيران” سببها المصادقة على “قانون الكيف”، فحتى الأطفال يعلمون أن كل مشروع قانون تطبخه وزارة الداخلية في مطبخها إلا ويلتهمه “نوابها” عفوا “نواب الأمة” في الغرفتين بنهم وشراهة، في إطار علاقة “عقل على ما ترد” بين الطرفين، وعلاقة” اليوم عندي وغدا عندك”.
لقد استشعر بنكيران أن صلاحيته وصلاحية حزبه قد انتهت، وأن القاسم الانتخابي الجديد سيفطم الحزب عن بزولة السلطة، وسيجعل “دم المناصب” موزعا بين قبائل الأحزاب، بعدما عمد لفتيت الى تفتيت المفتت، وصنع نسخة ممسوخة لديمقراطية مهجنة في أنابيب الداخلية تقوم على هدم الملعب فوق الجماهير لهزم الفريق المنافس، وبنكيران يعاين كيف أن كل الأحزاب احتمت بظهر الداخلية تصفق لعمليات التجميل التي تجريها أم الوزارات على وجه الديمقراطية المغربية الناشئة،
حيث تروم الداخلية نفخ الأوداج والأرداف على حساب الجودة والمذاق ، فعلم بنكيران أنها حانت ساعة رحيل الإخوان، وهو الذي لا يزال “قلبو عامر” ولن ينسى كيف قُذِف ذات يوم مثل كيس الأزبال، ولم ينصره الإخوة ورموه في غياهب التناسي، كما لن ينسى بنكيران للدولة تغييره وتغييبه وهوالمنتشي بصدارة الدوري السياسي، لذلك وجدها فرصة “باش يرد الصرف”، فتناول “كاغيط زبدة” وألّف “عيطة بنكيرانية” بدون ميزان ولا مقام موسيقي، معتقدا أنه “غادي يبرد الساكن”، خاصة وأن “الحال ما يشاور” كما يقول “أهل النشاط”، وقد “يأخذه الحال” ويوقد قنديلا منافسا للامبا الحزب الأم.
من حيث الأثر القانوني لشخابيط بنكيران، فرسالته لا طعم ولا أثر لها، فهي ترسخ بدعة “تجميد العضوية” وهي مجرد خدعة و”غضبة مزيفة” يلجأ إليها سياسيون “لايسخون بحلاوة السلطة”، فيعمدون إلى وضع “رجل هنا ورجل لهيه”، والقانون نظم مسطرة الاستقالة وهي المسطرة التي كسرها بنكيران، ثم إن العثماني و”رباعتو” من الوزراء المذكورين بالإسم في رسالة بنكيران ليسوا حليبا ولا بنزينا ولا زيتا حتى يعلن بنكيران مقاطعتهم.
في الختام هناك بركان سياسي يستجمع نشاطه لبعث حممه خلال الانتخابات المقبلة، ما بين لاعب أنهكته السنوات العجاف في التسيير، ولاعب عائد لمعترك السياسة اسمه وزارة الداخلية بعتاده ومعداته، يجر خلفه فلاليس حزبية تسبح بحمده، ولاعب ثالث هو الشعب الذي يملأ المدرجات ويراقب، حتى جاز القول ” تناطحو الثيران سخط الله على الربيع” …وهي لازمة “العيطة البنكيرانية “…