“رمضان الحبس ولخطية” : “لفطور” عند الأهل و”السحور” في الكوميسارية
بقلم الأستاذ: محمد الشمسي
سيبقى شهر رمضان لهذه السنة شهر الممنوعات، رغم أن الحكومة تنظر في “تحليل الكيف”، فممنوع التنقل ليلا، و ممنوع حتى الخروج من البيت، وممنوع صلاة العشاء وممنوع صلاة التراويح في المسجد، وممنوع زيارة الأهل والأقارب في شهر التواب، وممنوع “شي واحد يفطر عند واحد” لأنه “غادي عا يخرج من عندو يقرقبو عليه مالين الوقت” فيكون الفطور عند الأهل و”السحور” في الكوميسارية، والعيد في الحبس.
في رمضان 2020 كانت الحكومة “حنينة ومعقولة” فأوجبت للمعوزين دعما ماليا وهي تحكم بصيام في حجر صحي كان في جميع الاحوال مبررا ومقبولا، ومع أن الوضع المادي لكثير من الناس، زاد تفاقما بمرور سنة فإن الحكومة باتت تحدث الناس “بالقاسح” في 2021، وتقول:” عا يودن المغرب ممنوع شي بنادم يخرج من دارو، حتى يودن لفجر”، وزاد قرار الحكومة ” ولخبار في روسكم، راه الحبس ولخطية لكل واحد سخن عليه راسو” ، وطبعا تعلل الحكومة” هداك رئيس الجماعة بغا يدير فيها بطل، كتب ثلاثة سطورا في الفيس ديالو غادي يمشي فيها ثلاث أشهر”…
ستبقى نسخة 2021 من رمضان فريدة عجيبة غريبة غرابة ابتسامة رئيس الحكومة الذي ابتلانا به الله، فهذا الرجل حتى هو نفسه لم يكن يعتقد أن الحكومة “غادي يطيح عليها البق” ويصبح هو قائدا لها، فقد أصدر يوم 7 أبريل قراره بفرض حظر التجوال ليلا طيلة شهر رمضان، ثم سيخرج في 12 أبريل ليشرح ويوضح ، “بحال داك اللي كيجاوب على السؤال عاد كيفكر”.
يسخر الناس من قرارات يقطر بها السقف على “غفلة”، ويسأل الناس بعضهم بعضا: “ألا تنتقل كورونا بين الناس إلا في لقائهم بعد الإفطار؟، بمعنى وماذا عن زحمة الأسواق قبل الإفطار ومعها زحمة الطوبيسات والطاكسيات والطراموايات وزد عليها الحمامات؟، ويضحكون من كثرة همهم بالقول:” هل هناك “كورونا عا ديال الليل، بحال موكا او سحت الليل” لم يرصدها سوى مسبار العثماني؟، وحتى اللجنة العلمية لم تقدم الحجة لتبرير قرار الحكومة، وهذا بديهي لأن معلومات تلك اللجنة وأعضاؤها يرددون على مسامعنا نتائج متقلبة لدراسات أطباء الغرب، لذلك فتدوينة أحدهم لا تعدو أن تكون “شفاعة” لقرار الحكومة وليس تبريرا علميا للقرار.
وإلى أن يرفع الله عنا “وباء العثماني” نذكر الناس بخطبته :”ايها الناس اشربوا حريرتكم والزموا بيوتكم من غروب الشمس الى دلوك الفجر، واعلموا أن برامج رمضان أمامكم والحبس ولخطية في انتظاركم، وليس لكم والله إلا أن تتزاحموا ولو انتفخت بطونكم….”