خبير بيروفي: المساعدات الإنسانية للفلسطينيين ركن في السياسة الخارجية للمغرب
أكد الخبير البيروفي في العلاقات الدولية، كريستيان راميريز إسبينوزا، أن إرسال المغرب لمساعدات عاجلة إلى الفلسطينيين بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس هو تجسيد لمبدأ التضامن، الذي يعد أحد أركان السياسة الخارجية للمملكة.
وأضاف راميريز إسبينوزا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب “ينتهج، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سياسة خارجية تجعل من التضامن أحد أركانها”، مشيرا إلى أن مبادرات مثل إرسال مساعدات إنسانية إلى بلدان تمر بأزمات أو بمحن ليس غريبا على المملكة.
وذكر، في هذا الصدد، بالمساعدات التي قدمها المغرب إلى العديد من البلدان، لاسيما في إفريقيا والعالم العربي وحتى في أمريكا اللاتينية، وكذا بالمبادرات التضامنية التي أطلقتها المملكة في إطار التعاون جنوب – جنوب، مسلطا الضوء على المساعدات التي منحتها المملكة للعديد من البلدان الإفريقية لمواكبتها في جهود التصدي لوباء كورونا.
وقال، في هذا الصدد، “لقد رأينا كيف كان المغرب سباقا، في ظل وباء كورونا، إلى إطلاق مبادرات لفائدة إفريقيا وتقديم مساعدات طبية إلى أشقائه في القارة لدعم جهودهم في التصدي للفيروس”، مؤكدا أن هذا “الحس التضامني” للمغرب متجدر في الثقافة المغربية والتقاليد الدبلوماسية للمملكة. وتابع الخبير البيروفي أن المساعدات الإنسانية التي أرسلها المغرب إلى قطاع غزة والضفة الغربية، بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، تجسد “تضامن ودعم المملكة الدائمين والموصولين للفلسطينيين”، مسلطا الضوء على الدور الذي تضطلع به وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس، لدعم ومساعدة المقدسيين.
وسجل، في هذا الصدد، أن المغرب استطاع، من خلال هذه اللجنة، تمويل العديد من البرامج والمشاريع في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان، والحفاظ على التراث الديني والحضاري للقدس الشريف وحمايتها، مذكرا بأن “نداء القدس”، الذي وقعه جلالة الملك والبابا فرانسيس، يدعو إلى صيانة وتعزيز الطابع الخاص للقدس الشريف كمدينة متعددة الأديان، إضافة إلى بعدها الروحي وهويتها الفريدة.
من جهة أخرى، أكد راميريز إسبينوزا أن المغرب اضطلع دائما بدور محوري في جهود تسوية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، مسلطا الضوء على جميع المبادرات والخطوات التي اتخذتها المملكة لإحلال السلام بالشرق الأوسط.
وقال، في هذا الصدد، إن “المملكة بذلت دائما جهودا لتقريب مواقف طرفي النزاع وتدعم حل إقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام”، مسجلا أن هذا الدور يترجم المصداقية الدولية التي يتمتع بها المغرب، الذي شكل دوما نموذجا للتسامح والتعايش بين مختلف الأديان.
وخلص الخبير البيروفي إلى أن المغرب، الموثوق به لدى الجميع، سيواصل، تحت قيادة جلالة الملك، الاضطلاع بدور ريادي للدفع بعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى أن مقاربة المملكة لتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي تستند إلى التاريخ الطويل والعريق المشهود به لها في مجال التسامح والتعايش السلمي.