جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

“تمرميقة”ماكرون: الشعب يصفع النظام …”ها ذنوب سيد النبي”

بقلم الاستاذ : محمد الشمسي

 

لم أصدق التسجيل الذي يوثق للرئيس ماكرون وهو يجري بسذاجة وبلاهة نحو حشد من مواطنين مثل طفل أفرجت عنه والدته في حديقة عمومية، وحين وصل فرحا سعيدا بلقائهم عمد أحدهم إلى استئمانه و”تثبيته”، وأرسل له “صفعة يمينية” على خده الأيسر، وكأنه ولده الكسول الذي رسب في الامتحان.

بالنسبة لمن تذوق طعم “التمرميق الفجائي” فإن “الزغبي” ماكرون ظهرت له في تلك الأثناء عصافير تزقزق، واختلط عليه الزوال بالليل، وبانت له نجوم في واضحة النهار، وسمع أغنية كما سمع “كلاكصون”و صوت”النفار”…
أن يقوم الشعب الفرنسي ممثلا في مواطن مغمور ب”مرمقة” نظام حكمه ممثلا في رئيسه، فهذا يحمل ما يحمل من دلالات، ففرنسا التي تنكرت لقيم ومبادئ ومثل ثورتها الحبلى بالحياة والحقوق، وعمدت إلى اكتساح الشعوب وإبادة أهلها وتهجيرهم وسلب خيراتهم، فرنسا الاحتلال والاستعمار، فرنسا ذات الماضي القبيح البشع الملطخ بالدماء، فرنسا التي زرعت الألغام بين الشعوب والدول وهم يطردونها ويعيدونها من إفريقيا وآسيا إلى أوربا، فرنسا هذه تعيش لعنة التاريخ ولعنة الإنسانية ولعنة عصر أنوارها الذي أخمدت أنواره…

الجميل في تلك “التمرميقة” أنها قريبة من “تجباد الودنين”، بعيدة عن العنف الوحشي، فلو أراد ذلك المواطن الفرنسي برأس نظامه شرا لطعنه بسكين أو رشه بمادة حارقة، أو ما شابه ذلك من أدوات البشاعة، لكن المواطن الفرنسي صفع رئيس بلده صفعا جميلا وهادئا، وكأنه يقول له ” وا شد هادي وحكها وجمع راسك”…

حين شاهدت التسجيل لم أصدق الأمر، لأني أعتقد أن الفرنسيين غير محرومين من المستشفيات والمدارس والطرقات ولا من فرص شغل ولا من مساكن تضمن كرامتهم، وهم لا يفرون نحو دولة أخرى هربا من جحيم، وأساتذتهم “مبرعين” ولا يخرجون للشارع العام ليجدوا البوليس والمخازنية يركلونهم ركلا، والأحزاب هناك “كتجر وتحلب وتنهب” من خارج فرنسا لينعم داخل فرنسا، وليس مثل دول سياسيوها ينهبون داخل بلدانهم ويخفون ما يسرقون خارجه، وطوبيسات فرنسا أحسن من بيت الضيوف عند البعض، ورغم كل هذا صفع مواطن مدلل رئيس وطنه…ماذا لو كان ذلك المواطن محروما من..ومن..ومن…ومن..

تحدث الإعلام عن إطلاق سراح المواطن، وقلت “هادو باغين يصطيو عباد الله”، كيف يطلق سراحه والواجب أن عليهم تعذيبه حد عصره عصرا، ثم محاكمته ومنعه من حقوقه الوطنية، وكتابة “مواطن ملعون” على ظهره؟، لقد صفع حفيد نابليون، كبير الطغاة الذي لو كان في عهده المدافع و الطائرات لفعل ما لم يفعله هتلر، إنها فلسفة الغزاة…

حين رأيت ذلك المواطن “كيعطي” لماركون …”الرّاق”، ورأيت ماكرون يقبض على خده من هول الضربة والصدمة، لا أعرف كيف تبسمت وقلت “شد…هادو عا ذنوب سيد النبي ” أليس ماكرون من شرعن الإساءة لنبينا واعتبرها دربا من دروب حرية التعبير؟، و”خود هاد التصرفيقة راها حتا هي من حرية المعارضة”…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.