خبير دستوري: هناك سياسيون لغتهم أقرب إلى المسخ لافتقارهم ثقافة الخطاب البناء
وجه رشيد لزرق الخبير الدستوري المتخصص في قضايا البرلمان والشؤون الحزبية انتقاده لواقع المشهد السياسي المغربي، الذي يفتقر حسبه إلى نقاش بناء في ظل وجود بعض السياسيين الغير مؤطرين أكاديميا. على حد تعبيره.
وأعرب الخبير الدستوري في تصريح لـ ” جورنال أنفو”، عن قلقه الشديد إزاء هذا الوضع قائلا : ” للأسف، في الوقت الذي تتخبط بلادنا في أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية خانقة، يتبارى بعض السياسيين في إخفاء الحقائق وتسويق خطاب مخادع، وانتهاج أشباه الأكاديميين أسلوب الإثارة و “البوز”، يجارون بعض السياسيين في لغة جد منحطة على مستوى الخطاب لغته أقرب إلى المسخ السياسي و البؤس العلمي بدون دلالات و لا معاني، في وقت كان من المفترض أن نتجه نحو تبني ثقافة المأسسة و مناقشة البرامج و فق نظريات علمية و عملية و ليس الاتجاه الى المناكفة”.
وأضاف رشيد لزرق : ” لقد أُفرزت قيادات سوقت الوهم للمواطنين، معتمدة على برامج تغيب فيها أفكار هي في الأصل غير قادرة حتى على إقناع منخرطيها”.
وإذا كان المشهد السياسي حقل يضم نخبة سياسية و أكاديمين يؤطرون التفاعلات الإنسانية، فمن المفترض فيهم – حسب الخبير الدستوري دائما – رفع مستوى نقاشهم وفق تحاليل و تطلعات و اختلافات تعطي للرأي العام تصورات تمكنه من الاختيار الواعي و المسؤول.
وتأسف رشيد لزرق قائلا: ” هذا الإسفاف في مستوى الخطاب لدى هؤلاء، يعاكس الرغبة الجماعية في الرفع من النصوص و تقوية المؤسسات، الأمر الذي يسائلنا جميعا حول حقيقة الصفات التي يحملها أشباه النخب ليسوا سوى مدونين ينتحلون صفة أساتذة جامعيين”.
وقال لزرق: “عمل كبير ينتظرنا جميعا في مستوى بناء ثقافة سياسية جديدة تمنح هاته المؤسسات فاعلية أكبر، وذلك للرفع من مستوى الخطاب السياسي الذي يزداد للأسف إيغالا في كل ما من شأنه أن يحدّ من المفاعيل الإيجابية للاختيار الديمقراطي بالبلاد”.
جورنال أنفو – الرباط