تقرير: الهدر المدرسي وتراجع إدماج الشباب يبطؤ من التنمية البشرية في المغرب
جورنال أنفو - دنيا الفضي
أظهر تقرير أصدره المرصد الوطني للتنمية البشرية، أمس الثلاثاء، أن الدينامية الإيجابية التي شهدتها التنمية البشرية بالمغرب منذ بداية تسعينات القرن الماضي، عرفت تباطؤا نتيجة الهدر المدرسي وانخفاض مستويات الدخل والإدماج الاجتماعي للشباب.
وأشار التقرير الذي قدمت خلاصاته في ندوة نظمها المرصد الوطني للتنمية البشرية بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أن تباطؤ دينامية التنمية البشرية ارتفع بشكل أكبر خلال عام 2020، بفعل تأثير أزمة جائحة كورونا على النمو الاقتصادي ومستوى التشغيل ودخل الأسر المعالة.
وتموقع المغرب في الرتبة 121 عالميا في مؤشر التنمية البشرية خلال سنة 2020، بقيمة 0.686، بينما تبلغ قيمة مؤشر التنمية البشرية الضعيفة، وفق التصنيف العالمي، 0.513، وتصل التنمية البشرية المرتفعة إلى 0.735، في حين تبلغ التنمية البشرية الأعلى ارتفاعا 0.898.
وشمل تقرير المرصد الوطني للتنمية البشرية، أيضا الفترة ما بين 2012 و2019، حيث سجل مؤشر التنمية البشرية في المغرب ارتفاعا بـ8 في المئة، مقارنة مع الدول ذات التنمية البشرية المتوسطة التي سجلت 6.4 في المئة، وقياسا بالمؤشرات الوطنية، فقد سجلت خلال الفترة المذكورة تقدما، غير أن هذا التقدم لم يكن عادلا، ففي الوقت الذي تحسنت فيه المؤشرات الوطنية على المستوى المتعلق بالرجال والعالم الحضري، فإن النساء والعالم القروي “كانا أكبر خاسر في هذه العملية”، وفق توصيف المرصد الوطني للتنمية البشرية.
وبلغت قيمة مؤشر التنمية البشرية خلال سنة 2019 في المناطق الحضرية 0.732، مقابل 0.583 في المناطق القروية.
وعلاوة على التفاوت المسجل في مؤشرات التنمية بين العالم الحضري والعالم القروي، فإن التفاوت يشمل أيضا الجهات، ذلك أن الجهات الأكثر نموا هي جهة الجنوب، وجهة الرباط-سلا-القنيطرة، وجهة الدار البيضاء-سطات، وجهة الشرق، بينما صنفت جهة بني ملال-خنيفرة وجهة مراكش-آسفي الأقل تنمية.
ووفقا لتحليل المرصد الوطني للتنمية البشرية، فإن التفاوتات بين الجنسين ساهم بدوره في تباطؤ الدينامية الإيجابية للتنمية البشرية، معتبرا أنه “لو كان مؤشر التنمية البشرية عند النساء يضاهي مستوى الرجال لصُنف المغرب ضمن البلدان ذات مستوى تنمية بشرية مرتفعة”.