سيريرو يعلن إحداث أول فرقة أوبرا مغربية بهدف تثمين الدارجة
جورنال أنفو
كشف ديفيد سيريرو، الفنان متعدد المواهب من أصل مغربي ومغني أوبرا في نيويورك والممثل والمنتج، عن موعد إحداث أول أوبرا في المغرب، مشددا على أن هذه الخطوة ترنو منح فرصة عمل لمغني الأوبرا المغاربة وإحداث فصل للأوبرا في المعهد الموسيقي، زيادة على تثمين الدارجة المغربية.
وقال ديفيد سيريرو في حوار أجراه مع قناة “M24” إن أول فرقة للأوبرا في تاريخ المملكة المغربية سترى النور في حفل يوم 30 نونبر المقبل، موضحا أنه “كان من دواعي سروري أن أكون مؤسسا لها بشراكة مع الجهات المختصة في المغرب”.
وأبزر الفنان المغربي أن “الهدف ليس فقط جلب كل هذه القيم المغربية وإدراجها في الأوبرا وصنع أوبرا بلمسة مغربية؛ إن على خشبة المسرح أو مستوى الأزياء وغير ذلك، ولكن على الخصوص إعطاء الأولوية لمغني الأوبرا المغربية”، مؤكدا “في الحقيقة، لقد انطلقت من الحاجة، والمغرب لديه تقليد صوتي عريق، لكن لا توجد شركة أوبرا في المغرب وسنقوم بإنشائها”.
وأكد سيريرو، أن “هناك 3 عوامل كانت حاسمة في قرار إحداث فرقة للأوبرا، الأول هو منح فرصة عمل لمغني الأوبرا المغاربة. أريدهم أن يستفيدوا من مغربهم. أريدهم أن يعيدوا ثروتهم إلى المغرب، وأن يفخروا بانتمائهم للمغرب” و”العامل الثاني ذو طبيعة بيداغوجية، إذ سنأخذ المغنين الشباب الذين ليس لديهم بالضرورة المستوى ليكونوا عازفين منفردين، من أجل تدريبهم ومواكبتهم. سننشئ فصلا للأوبرا في المعهد الموسيقي للدار البيضاء حيث أنشأت أول مكتبة موسيقية”.
وتابع “العامل الثالث هو تثمين الدارجة المغربية لأنها لغة غنية جدا بالإيقاع الصوتي، وهي حقا جميلة للغاية، ومن المهم بالنسبة لي إنشاء أوبرا بتكليف خاص من الأوبرا الملكية المغربية حول موضوعات مغربية، وقصص مغربية تحكي بالدارجة التي يمكن تصديرها والتي يمكن أن تكون بأسعار في المتناول”.
وأشار ديفيد سيريرو إلى أنه “إذا لم تتمكن من الذهاب إلى الأوبرا، فستأتي الأوبرا إليك، لكن هذا لا يعني أن مستوى الأوبرا قد انخفض. أنا لا أخفض مستوى الأوبرا، بل أرفع مستوى الجمهور”.
وعبّر المتحدث عن فخره “لأننا في المغرب لدينا ملوك رائعين جدا. نحن محظوظون بوجود عاهل ذي توجه ثقافي يحب شعبه. لذا فأنت تتساءل دائما كيف يمكنني الوصول إلى هذا المستوى من العظمة وتحدث نفسك بضرورة القيام بالمزيد من أجل المغرب والمغاربة”، مضيفا “أتذكر دائما هذه الجملة الرائعة التي قالها جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه: عندما يغادر مغربي المغرب، تفقد البلاد مواطنا، لكنها تكسب سفيرا”.
وأردف في السياق ذاته “يجب ألا ننسى أبدا كلمات جلالة الملك المغفور له محمد الخامس عندما قال إنه في المغرب، لا يوجد كاثوليكيون، ولا يوجد يهود، ولا يوجد مسلمون، ولا يوجد بيض ولا سود، يوجد فقط مغاربة.. نحن محظوظون حقا لأننا في بلد جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يتمتع دائما بتوجه ثقافي للغاية، ويحرص جلالته على الترويج للمغرب من خلال الثقافة”.
وبخصوص حفله الموسيقي التاريخي المرتقب أن ينظمه في الأرجنتين، قال سيريرو إن “فكرة هذا الحفل تعود مائة بالمائة إلى دبلوماسية مغربية تدعى إيمان الضريف، القائمة بالأعمال في سفارة المغرب في الأرجنتين. لقد تحدثنا بالفعل عام 2019 للحضور وإحياء حفل موسيقي في بوينوس آيريس”، مردفا “بعد نيويورك وباريس وروسيا ودول أخرى في أوروبا، كانت أمريكا اللاتينية هي المنطقة التي لم تشملها بعد حفلاتي الموسيقية، وأتمنى أن أجعل هذا الحفل مغامرة إنسانية وأتمنى أيضا أن أجعل العلم المغربي خفاقا على مسرح بوينوس آيريس”.
وفي ما يتعلق بإمكانية تقديم أغاني مغربية خلال هذا الحفل الأول في بوينوس آيريس، أكد أنه بالطبع ستكون هناك بعض الألحان المغربية “لكن بشكل خاص في التعبير عن كل ما سأغنيه، هناك الكثير من تمغربيت”، مضيفا “الأوبرا والمسرحيات الموسيقية الأمريكية في برودواي وكذلك الأغاني الفرنسية وأؤدي أيضا مسرحيات شكسبير، وهناك دائما جزء من المغرب في كل ما أفعله، وهناك جملة أكررها دائما، يمكن للمغربي أن يغادر المغرب، لكن المغرب لن يغادره أبدا. ولا يزال هذا المغرب يسكن في داخلي، مغرب الكرم تجاه الناس، والسخاء إزاء الآخرين دون توقع أي شيء في المقابل، التقاسم”.