المركب المينائي طنجة المتوسط مؤهل لأن يصبح منصة للصادرات الفلاحية البرازيلية نحو العالم
جورنال أنفو
نظمت سفارة المملكة المغربية بالبرازيل والغرفة التجارية العربية البرازيلية، ندوة عبر تقنية المناظرة الرقمية، حول مؤهلات المركب المينائي طنجة المتوسط، باعتباره منصة للصادرات الفلاحية البرازيلية المتجهة لأسواق الاتحاد الأوربي ودول البحر الأبيض المتوسط و دول مجلس التعاون الخليجي.
وتم خلال الندوة، التي تميزت بمشاركة سفير المملكة المغربية بالبرازيل نبيل الدغوغي ورئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية، أوسمار شحفة، ومسؤولين بمجموعة طنجة المتوسط وممثلين عن الجمعيات الفلاحية والتصديرية بالبرازيل، استعراض مؤهلات طنجة المتوسط، باعتباره مركبا مينائيا وصناعيا بمعايير دولية وحلقة أساسية في سلاسل التوريد العالمية.
وأبرز نبيل الدغوغي، سفير المغرب لدى البرازيل، أن العلاقات بين البلدين “متميزة على مستويات عدة”، كما أشاد بالطفرة النوعية التي شهدها الإطار القانوني المغربي البرازيلي في الفترة الأخيرة من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية و مذكرات التفاهم في مجالات تسهيل الاستثمارات و منع الازدواج الضريبي و التحول الرقمي و التأهيل المهني و البحث الزراعي و البحث العلمي في مجال البحار … كأدوات كفيلة بالارتقاء بالعلاقات الثنائية المغربية البرازيلية إلى مستوى شراكة استراتيجية متكاملة و الدفع بها نحو آفاق رحبة باعتبار المقومات والمؤهلات التي تتقاطع وتتكامل والتطور الاقتصادي المضطرد الذي يعرفه البلدان، وتوفرهما على بنيات تحتية هامة متقدمة وموقعهما الجغرافي، الذي يجعل من البلدين الصديقين منصة مؤهلة للربط بين القارات الخمس.
ونوه السفير بالدور الذي تلعبه الغرفة التجارية العربية البرازيلية، الشريكة في تنظيم هذه الندوة مع سفارة المغرب بتعاون مع طنجة المتوسط وميناء إيتاكي البرازيلي وفعاليات اقتصادية من الجانبين، والمؤسسات المثيلة لها بالمغرب، باعتبارها جسرا بين الفاعلين الاقتصاديين من البلدين، اللذين يمتلكان قواسم مشتركة عديدة، تشكل أساسا متينا للمضي قدما بالتعاون متعدد الأطراف.
وأكد الدغوغي أن التقارب بين طنجة-المتوسط والموانئ البرازيلية و الهيآت التصديرية البرازيلية يمكن أن يشكل إطارا عمليا لبلورة شراكات بين المؤسسات والفاعلين الاقتصاديين من البلدين، ويساهم في تعزيز حضور هذه الموانئ في الخريطة التجارية العالمية، إلى جانب تعزيز مكانتها في أهم خطوط النقل البحري باعتباره ركيزة أساسية للتجارة العالمية.
ومن جهته، قال أوسمار شحفة، إن هذا اللقاء التفاعلي الذي يجمع طنجة المتوسط مع الموانئ و الهيآت التصديرية البرازيلية يكتسي “أهمية بالغة ويشكل لبنة مهمة في مسار تعزيز الروابط الاقتصادية بين بلدين يعرفان كيف يمكنهما استغلال مقوماتهما الجغرافية وتجربتهما وتاريخهما البحري في الرقي بالاقتصاد وتطوير الشراكات الخارجية بروح مبدعة ومبتكرة لها فائدة جمة على المحيط الإقليمي وعلى المحيط العالمي في ظل التحولات التي يعرفها العالم”.
وأكد أوسمار، شحفة أن اللقاء التفاعلي يساعد على الاطلاع على المقومات التي يمتلكها الميناء “النموذجي” طنجة المتوسط، وكذا ميناءي “إيتاجاي” و”إيتاكي” بالبرازيل والإمكانات الكبرى للتعاون، الشيء الذي يعطي زخما للعلاقات الاقتصادية بين المغرب والبرازيل ويفتح إمكانية استفادة الدول الشريكة للبلدين.
واعتبر أن المغرب والبرازيل دولتان رائدتان في مجال المبادرات التجارية البحرية كما أن لهما حضورا وازنا في السوق العالمية في قطاعات اقتصادية حيوية كما لديهما بنيات تحتية في غاية الأهمية وعصرية وقابلة للتطور، ما يفرض عليهما مهام تقريب المسافات بين القارات كلها وتحريك عجلة اقتصاد دول المحيط بنفس جديد يلائم تطور العصر.
من جهته، أكد حسن عبقري، المدير العام للسلطة المينائية طنجة- المتوسط، أن الأرضية اللوجستية لطنجة المتوسط، التي تقع بمضيق جبل طارق بملتقى أهم الخطوط البحرية العالمية، ستمكن المصدرين والمنتجين البرازيليين من الوصول إلى 600 مليون مستهلك محتمل بأسواق غرب أوروبا، والاستفادة من مزايا شبكة الخطوط البحرية التي تربط الميناء مع باقي مناطق العالم، داعيا إلى “دراسة مختلف أوجه التعاون الممكنة لتحقيق منافع متبادلة” بين طنجة المتوسط والمصدرين البرازيليين.
وتابع بأن المناخ بالمغرب وأمريكا الجنوبية عموما، والبرازيل على وجه الخصوص، متقابل، أي أن نهاية الموسم الفلاحي بالبرازيل تتزامن مع بدايته بالمغرب، والعكس صحيح، ما يجعل من قطاعي الزراعة بالبلدين متكاملين من حيث الإنتاج الفلاحي.
على صعيد آخر، ذكر عبقري، بأن طنجة المتوسط يتوفر على شراكات رائعة مع عدد من البلدان الصناعية والزراعية والتي تساهم في ضمان استقرار سلاسل التموين العالمية، مبرزا أن المغرب جعل من قطاع النقل واللوجستيك قطاعا استراتيجيا، الشيء الذي تجسد في بناء مركب طنجة المتوسط، وإطلاق مشاريع بناء ميناءي الناظور غرب المتوسط والداخلة الأطلسي.
كما استعرض كل من رشيد الهواري، مدير منطقة “ميد هوب”، وإدريس العربي، مدير عمليات التصدير والاستيراد بميناء طنجة المتوسط، حصيلة الأنشطة المينائية والصناعية بمركب طنجة المتوسط برسم سنة 2021، و شبكة الخطوط البحرية للميناء مع باقي الموانئ بالعالم، ومع البرازيل وغرب أوروبا بوجه خاص، والتنظيم الرقمي والعملياتي للتصدير والاستيراد عبر طنجة المتوسط.
كما تم خلال اللقاء تنظيم ندوة حول “فرص الصادرات البرازيلية وخفض كلفة اللوجستيك”، والتي تم خلالها تقديم عرض حول ميناء “إيتاكي” بولاية مارانهاو (شمال شرق البرازيل)، وميناء إيتاجاي بولاية سانتا كاتارينا (جنوب)، إلى جانب مشاركة ممثلين عن الجمعية البرازيلية لرجال الأعمال الزراعيين، والكونفدرالية البرازيلية للزراعة الذين عبروا عن إعجابهم الكبير بالمقومات اللوجستية التي يوفرها المركب المينائي طنجة المتوسط و عن تطلعهم لإبرام شراكات عملية مع هذا المركب في سلاسل التصدير والاستيراد للبرازيل مع شركائها الدوليين في أوروبا و حوض المتوسط و دول الخليج العربي.