مقر الإيسيسكو يحتضن معرض للسيرة النبوية
يحتضن مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالرباط، المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، الذي يسلط الضوء على حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ويبرز مختلف جوانبها، من خلال 20 قسما تعتمد على التكنولوجيا الحديثة.
وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، من بين أهم أقسام هذا المعرض، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قسم “النبي كأنك تراه”، الذي يقدم أثاث النبي ومقتنياته مثل جُلُبَّان السلاح ولامة الحرب والأفيق والحصير، فضلا عن مِدْرَى من الخشب تشبه تلك التي كان يستعين بها النبي لتسريح شعره، وسرير خشبي مصنوع من نفس الخشب والمواد التي استعملت في تصميم سريره.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض الذي أشرف صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، على افتتاحه أمس الخميس، يفد إلى الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لهذا العام، في أول ظهور له خارج المدينة المنورة.
وتعرض شاشات تفاعلية في هذا المعرض كل ما يتعلق بطعام النبي (ص) وشرابه، إذ تبرز أنه كان يحب تناول الدُّبّاء والعسل والذراع من اللحم والزبد والتمر والحيس والثفل، وتقف على آدابه في الأكل والشرب وأخلاقه ضيفا ومضيفا.
وتسلط شاشة تفاعلية أخرى في القسم نفسه الضوء على لباس النبي وأناقته، إذ تبرز أنه ارتدى أنواعا عديدة من اللباس تشهد على رفيع ذوقه وعظيم اهتمامه بمظهره وكريم تواضعه وبعده عن الكبر، ومن تلك الأنواع، الحلل والأردية والأقبية والبرود والجبة والعمائم والقميص والسراويل والفَرُّوج وغيرها. كما تذكر هذه الشاشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس من ألوان اللباس الأبيض، وكان أحبها إليه، كما لبس الأحمر والأسود والأصفر والأخضر.
وتتناول شاشة تفاعلية أخرى، أسماء النبي وصفاته ونعوته، التي يبلغ عددها أكثر من 450، وهي مستقاة من القرآن الكريم والسنة النبوية، ومنها الكاسي واللين الكف والمربوع والمداعب أصحابه والمليح الوجه والصفي والمكفي المستهزئين والعابد المصطبر والجانح للسلم والممتلئ جوفه حكمة.
ويقدم المعرض منبرا خشبيا يحاكي المنبر الذي كان يتخذه النبي (ص)، إلى جانب شاشتين تفاعليتين تبرزان أنواع وقائمة الخطب النبوية وكل ما يتعلق بالمنبر قبل وأثناء وبعد اتخاذه.
ويشتمل قسم “الروائع والبدائع” قصص الحب والافتداء وروائع الذوق النبوي والأناقة والإيتيكيت، وروائع وصف الصحابة للنبي فضلا عن قصص الاقتداء والاقتفاء.
ويقترح هذا المعرض الموسوعي، من خلال قسم مكة المكرمة وقسم المدينة المنورة، مجسمين لـ “مكة المكرمة” و”المدينة المنورة” يبرزان شكل وحالة المدينتين وأهم معالمهما في زمن النبي.
ويضم المعرض كذلك قسما إبداعيا تعليميا يعرض عددا من الأفلام التفاعلية للسيرة النبوية، فضلا عن قسم البلدان والأماكن التي زارها النبي أو مر بها أو أقام فيها.
وفي قالب افتراضي يحاكي الحقيقة، يبرز “قسم الحجرة الشريفة” الحالة التي كانت عليها تلك الحجرة.
وفي هذا الصدد أوضح المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، السيد سالم بن محمد المالك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “معرض الحجرة النبوية يوثق بدقة عالية لأول مرة في التاريخ شكل وحالة الحجرة، كأنك تعيش بداخلها وتراها”.
وأضاف السيد سالم بن محمد المالك أن كل المعروضات والمحتويات الموجودة في المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية تجد أصلها وأثرها في القرآن الكريم والأحاديث النبوية وما رواه الصحابة.
وتجدر الإشارة إلى أن المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية المقام بمقر الإيسيسكو في الرباط، يعتبر النسخة المتجولة الأولى لمتاحف السيرة النبوية، التي تحتضن المدينة المنورة مقرها الرئيس.
ويعتبر هذا المعرض تتويجا لشراكة استراتيجية بين منظمة الإيسيسكو، ورابطة العالم الإسلامي، والرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية، وهو يعنى بتقديم رسالة الإسلام ممثلة في العدل والسلام والرحمة والتسامح والتعايش والاعتدال، اعتمادا على القرآن الكريم والسنة الشريفة والتاريخ الإسلامي، وفق أحدث التقنيات التي تجعل الزائر يعيش أبعاد السيرة النبوية والمشاهد والآثار التاريخية وكأنه في قلب الحدث.