جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

أرباح اقتصادية وتعاون طاقي استراتيجي يطبعان حصيلة المعاملات المغربية- الإسرائيلية

جورنال أنفو

 

بعد مرور سنتين على تدشين عهد جديد في العلاقات بين المغرب وإسرائيل في دجنبر 2020، تشهد هذه العلاقات زخما كبيرا، فقد تم توقيع أكثر من 30 اتفاقية تعاون، وازداد حجم المبادلات التجارية بأكثر من 100 % فيما تطورت التدفقات السياحية مدفوعة بأكثر من 17 رحلة جوية أسبوعية بين البلدين.

 

 

 

وفي هذا الصدد، تم توقيع أكثر من 30 اتفاقية تعاون، وازداد حجم المبادلات التجارية بأكثر من 100 في المائة فيما تطورت التدفقات السياحية مدفوعة بأكثر من 17 رحلة جوية أسبوعية بين البلدين.

 

وفي 22 دجنبر الماضي، توجت زيارة وفد أمريكي إسرائيلي رفيع المستوى للمغرب، بإصدار إعلان مشترك فتح عهدا جديدا في العلاقات بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل.

 

 

وقد أعربت البلدان الثلاثة في الإعلان المشترك عن إدراكها لما في إقامة علاقات دبلوماسية سلمية وودية كاملة من مصلحة للدولتين معا، وهو ما من شأنه أن يخدم قضية السلام في المنطقة، ويساهم في تحسين الأمن الإقليمي، ويفتح آفاقا جديدة للمنطقة برمتها.

 

 

ومن هذا المنظور قاد الملك محمد السادس، جهودا دبلوماسية هادئة أفضت إلى موافقة إسرائيل في يوليوز 2022 على فتح معبر اللنبي الحدودي الذي يربط الضفة الغربية بالأردن.

 

 

وتتماشى هذه الجهود وتأكيد الملك محمد السادس في اتصاله الهاتفي بتاريخ 10 دجنبر الماضي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن على أن موقف جلالته الداعم للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير.

 

 

فقيام المغرب بتدشين عهد جديد في علاقاته مع إسرائيل، لا ينقص شيئا من مواقف المغرب الثابتة من القضية الفلسطينية، إذ إن المغرب مع حل الدولتين، وكون المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع.

 

 

وقد شدد الملك للرئيس محمود عباس على أن المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة.

 

 

 

كما ارتفعت المبادلات التجارية بين إسرائيل والمغرب، بنسبة 213 في المائة وفقا للمكتب المركزي الاسرائيلي للإحصاء، فيما أعلنت إسرائيل أنها ستفتح مكتبا تجاريا في الدار البيضاء في العام 2023.

 

 

وفي 21 فبراير 2022 قامت وزيرة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية أورنا باربيفاي بزيارة للمغرب، شددت خلالها على ضرورة رفع مستوى التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين الذي يبلغ حاليا 130 مليون دولار سنويا، إلى 500 مليون دولار سنويا، أو أكثر من ذلك، معربة عن استعداد الصناعيين ورجال الأعمال الإسرائيليين للعمل مع نظرائهم المغاربة للمضي قدما في هذه الشراكة.

 

 

وتقوت العلاقات الاقتصادية بين رجال الأعمال في البلدين خصوصا بعد تنظيم ست ملتقيات اقتصادية واستثمارية كبرى في كل من تل أبيب والدار البيضاء ومراكش بحضور وازن لكبريات الشركات والمؤسسات الاقتصادية والمالية الإسرائيلية والمغربية.

 

 

ووقع الاتحاد العام لمقاولات المغرب وهيئة المشغلين وأرباب الأعمال الإسرائيلية في 15 مارس 2022 في تل أبيب، اتفاقية شراكة استراتيجية تستهدف المساهمة في عملية التوسع المتبادلة للتجارة والاستثمار.

 

 

وفي هذا الصدد، قال إفي حسون الرئيس التنفيذي لمنظمة (Start-Up Nation Central)، إن فرص التعاون بين البلدين متنوعة، وقد اكتشف رجال الأعمال المغاربة والإسرائيليون، عدة مسارات للشراكة بالنظر لعدد من التحديات المشتركة، ويتعلق الأمر أساسا بقطاعي الطاقة والماء، وكذا مجالات الغذاء والتكنولوجيا الفلاحية.

 

 

وأضاف أن “أفضل طريقة لتكوين علاقة عميقة على المدى الطويل هي العمل بشكل مشترك. وهذا ما نحاول القيام به، حيث نتطلع إلى إحداث مشاريع مشتركة، وخلق فرص اقتصادية قادرة على تعزيز السلام”.

 

 

وفي هذا السياق ذاته، تم في 17 نونبر 2022 التوقيع بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، وشركة المياه الوطنية لإسرائيل (ميكوروت)، على مذكرة تفاهم في مجالي الماء الصالح للشرب والتطهير السائل للتعاون خصوصا في مجالات تحلية مياه البحر.

 

 

 

الدينامية نفسها عرفها القطاع السياحي فقد زار المغرب سنة 2019 نحو 45 ألف سائح إسرائيلي فيما تشير التوقعات بأن يتجاوز هذا العدد 200 ألف سائح في المستقبل المنظور، فحركة النقل الجوي في تزايد مطرد في الوقت الراهن ب 17 رحلة أسبوعية بين تل أبيب وكل من الدار البيضاء ومراكش هذا علاوة على الرحلات الاستثنائية التي تربط بين تل أبيب والصويرة والرشيدية وغيرها من المدن لنقل أبناء الطائفة اليهودية المغربية خصوصا لزيارة جذورهم.

 

 

وفي مجال التعليم الجامعي والبحث العلمي عرف بدوره التوقيع على العديد من الاتفاقيات لعل أبرزها بتاريخ 29 شتنبر 2022 بين جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية وجامعة بار إيلان تهم إقامة منصة بحثية للتعاون الجامعي في المجالات ذات الصلة بالطاقة النظيفة بما في ذلك الهيدروجين وإعادة التدوير والطاقة الشمسية ونقل الطاقة.

 

 

اتفاقيات مماثلة أبرمت بين المعهد الوطني للبحث الزراعي ومعهد فولكاني الإسرائيلي، وبين معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة والجامعة العبرية بالقدس لتعزيز التعاون في البحث الزراعي خصوصا في القضايا التي تهم قطاعي الفلاحة في البلدين والبحث والتطوير.

 

 

ثم اتفاقيات بين جامعة محمد السادس التقنية وجامعة بن غوريون ببئر سبعة وأخرى بين جامعة الرباط الدولية وجامعة بن غوريون وتهم تبادل الطلبة وإنجاز البحوث المشتركة والتبادلات الأكاديمية.

 

 

وفي مجال الدفاع والأمن شارك في 12 شتنبر 2022 بتعليمات ملكية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الجنرال دوكور دارمي، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، مرفوقا بوفد عسكري هام، في المؤتمر الدولي الأول حول التجديد والتحديث المنعقد ما بين 12 و15 شتنبر 2022 في تل أبيب.

 

 

كما أجرى المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، مباحثات مع الجنرال دوكور دارمي أفيف كوخافي، رئيس أركان قوات الدفاع الإسرائيلية تناولت لاسيما سبل تعزيز التعاون بين الجيشين وتوسيعه ليشمل مجالات التكنولوجيا والابتكار .

 

 

وكان كوفافي قد قام في 19 يوليوز 2022 بزيارة عمل إلى المملكة المغربية، على رأس وفد هام. زيارة جاءت لتعزز التعاون الثنائي في سياق التوقيع التاريخي أمام الملك محمد السادس، على الاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية في 22 دجنبر 2020، والذي أعقبه التوقيع، في 24 نونبر 2021، على مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون في مجال الدفاع بين وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي .

 

 

في إطار هذه الدينامية نفسها عقد وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت اجتماع عمل مع نظيرته الإسرائيلية أيليت شاكيدو في 21 يونيو 2022 بالرباط تم خلاله التأكيد على أهمية تطوير آليات للتشاور بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

 

 

وفي 4 غشت 2022 استقبل المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، المفوض العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي، في إطار زيارة العمل التي قام بها المسؤول الإسرائيلي على رأس وفد أمني هام إلى المملكة المغربية، وذلك بهدف تعزيز علاقات التعاون الثنائي في المجال الأمني، ووضع أسس شراكة أمنية تخدم المصالح المشتركة فضلا عن تقاسم التجارب والخبرات في سائر المجالات الأمنية، خصوصا في ميادين مكافحة الإرهاب ومختلف صور الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.

 

 

سنة 2022 شهدت أيضا في 26 يوليوز توقيع وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، ونظيره الإسرائيلي، جدعون ساعر، بالرباط على مذكرة تفاهم بشأن تعزيز وتشجيع التعاون الثنائي في الميدان القانوني. وقبل ذلك في 18 يوليوز 2022 وقع البلدان مذكرة تفاهم حول الملكية الفكرية.

 

 

وفي المجال الرياضي تم في 14 يونيو 2022 التوقيع على إتفاقية إطار للتعاون بين الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة ونظيرتها الإسرائيلية.

 

 

وفي المحصلة فإن سنة 2022 تعتبر بمثابة سنة محورية في تعميق الروابط والعلاقات متعددة الأوجه بين البلدين، علاقات مقبلة على المزيد من الترسيخ لتشمل مختلف مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والعلمي والثقافي والبيئي وتكنولوجيا المياه والفلاحة وحتى الفضاء والطيران المدني.
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.