جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

ذوو الاحتياجات الخاصة يواجهون تحدي الإقصاء الاجتماعي.. ومطالب بتوفير الإمكانيات اللازمة لإدماجهم

 

 

المعتصم البلغيتي المصطفى –الدار البيضاء

 

مازال أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة في المغرب، يعانون وبكل أسف شديد مشاكل عدة تتطلب بذل مجهودات مضاعفة لإدماجهم في التكوين وسوق الشغل وغيرها من المتطلبات التي تجدها عدد من الجمعيات تحديات كبرى أمام ضعف إمكانياتها اللازمة لتوفير الراحة لهذه الفئة واحتضانها على النحو المطلوب، رغم المجهودات المبذولة من طرف وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية ووزارة التربية الوطنية، وكذلك اشتغال الجمعيات المهتمة بالأشخاص في وضعية إعاقة، لإدماج وفك العزلة عن هذه الفئة داخل المجتمع.

هذا ومازال يصعب إلى يومنا هذا كسر الفارق بين شخص عادي وشخص في وضعية إعاقة، خصوصا من ناحية فرصة التمدرس التي تسمح لهم بتنمية قدراتهم المعرفية، والتي كذلك ستزيل نوعا ما الإحساس بالإقصاء الاجتماعي الذي يعيشونه داخل مجتمعنا.

إصرار وامكانيات محدودة.. 

بكل عفوية وفرح، خديجة البالغة من العمر 7 سنوات، تقول “انا فرحانا حيت جيت لمدراسة نقرا”، خديجة إحدى الطفلات في وضعية إعاقة التي أتيحت لها الفرصة التمدرس بقسم مدمج بالمدرسة الابتدائية ” اخطل بنين” المتواجدة بالحي الحسني بالدارالبيضاء، والتابعة لجمعية “منبر المعاق للتنمية” في إطار البرنامج الاستعجالي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لسنة 2011، حيت تتوفر على ثلاثة أقسام مدمجة داخل المؤسسة التعليمية.

بإحدى مكاتب المؤسسة، كان لقاء موقع “جورنال أنفو” مع “سعيد خطار” مدير الأقسام المدمجة للأطفال في وضعية إعاقة “لجمعية منبر المعاق” ،الذي صرح بأن الجمعية، تهتم بتمدرس الأطفال الذين يعانون من الإعاقة الذهنية والأطفال الذين يعانون من التأخر الدراسي و إعاقة ثلاثي الصبغي، حيث تقوم الجمعية بأقصى جهودها لمساعدة هؤلاء الأطفال لتمكينهم من التمدرس و المساهمة بإدماجهم وإحساسهم بأنهم جزء وفرد من المجتمع.

وأكد رئيس الجمعية أن الأخيرة، “تحاول ما أمكن احتضان هذه الفئة رغم إمكانياتها المحدودة، فهي تعمل على توفير طاقم طبي متخصص يشمل كل من الطب النفسي لمعرفة المشاكل النفسية التي يعاني منها الطفل، بالإضافة إلى طب التقويم اللفظي لتسهيل لفظ الحروف والكلمات بسهولة، لأن الأطفال في وضعية إعاقة يعانون من مشاكل لفظية عديدة الشيء الذي يسبب صعوبة فهمهم و التحاور معهم، لذا نعمل جاهدين لحل هذا المشكل.. كما أننا نتوفر على أطر ومربيات من أجل رعاية الأطفال ومساعدتهم لاكتساب القدرة على التعليم ومحاربة الاضطرابات السلوكية، مضيفا أنه يتم تأهيل الأطفال الذين تمكنوا من التفوق باكتساب أساسيات الدراسة للالتحاق بأقسام التربية غير النظامية لدمجهم بالأقسام العادية”.

وأضاف سعيد خطار ” أن الجمعية بفضل المجهودات المبذولة من طرف المربيات والأطر و الطاقم الطبي، الذي يعمل داخل المؤسسة و أسر الأطفال الذين أصبحوا واعين بمدى أهمية تمدرس أطفالهم ذوي الإعاقة، حيث تم تأهيل السنة الفارطة أربعة أطفال من بينهم ذوي الإعاقة الذهنية الخفيفة وثلاتي الصبغي بالالتحاق إلى السلك الإعدادي، الشيء الذي يحفزنا على إعطاء المزيد لإسعاد هؤلاء الأطفال وأسرهم “، مضيفا أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 سنة إلى 18 سنة، يتم إلحاقهم بمركز التكوين المهني” ، كما عبر وبكل طموح وإصرار يقول ” حتى حنا بغين نشوفوا هاد الأطفال انشاء الله خدامين وابائهم مفتاخرين بيهم”.

خصاص ومعاناة.. 

داخل إحدى القاعات المندمجة، وجدنا فاطمة الزهراء وهي إحدى المسؤولات داخل الجمعية، منغمسة في إعداد الوثائق اللازمة لتسجيل الأطفال المستفيدين الجدد.

تقول بأسف شديد ” نستقبل عادة حوالي 70 طفلا يعانون من إعاقة مختلفة، خاصة ذوي الإعاقات الذهنية وثلاثي الصبغي، والذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 سنوات إلى 18 سنة، الشيء الذي يفسر مدى الحاجة الماسة إلى أقسام ومراكز أخرى مدمجة لمساعدة هذه الفئة من مجتمعنا”.

وأضافت المتحدثة،  أن الجمعية تعاني بشدة بسبب التوافد الكبير للأطفال، لكن للأسف” لا يمكن استقبالهم نظرا لأننا لا نتوفر إلا على ثلاثة أقسام مدمجة مهيئة، والتي لا تسمح طاقتها الاستيعابية  بتجاوز العدد المحدود، ناهيك انه رغم هذا العدد الكبير الذي نستقبله لا نتوفر إلا على نقل مدرسي واحد، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى استياء بعض الأسر التي لا يسمح لأطفالها استغلاله في النقل”.

هذا ويعتبر مجال تربية وتعليم الأطفال في وضعية إعاقة حلقة أساسية في سيرورة الاندماج الاجتماعي لهذه الفئة، حيث سبق وأن أصدر المغرب بهذا الخصوص منذ 13 نونبر 1963 قانون إلزامية التعليم الأساسي المغير والمتمم بمقتضى قانون 04.00 الصادر في 1ماي2000، وأقرت مقتضيات هدا القانون بالزامية التعليم الأساسي لجميع الأطفال البالغين 6 سنوات، واقرنته بعقوبات زجرية في حالة المخالفة، كما دعا الميثاق الوطني للتربية والتكوين في دعامته 14 الى تحسين ظروف المتعلمين، والعناية بالاشخاص في وضعية إعاقة في التمتع بالدعم اللازم، لكن الواقع يقول العكس، لانه وفقا لمعطيات واحصائيات الاكاديميات الجهوية للتربية والتكوين للسنوات التلاث الماضية، بلغ عدد اقسام المدمجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة ما يناهز 555 قسم في 383 مؤسسة تعليمية بكل جهات المملكة، ويستفيد من هذا العرض المدرسي الوطني ما يقارب 6000 تلميذ وتلميذة وهو عدد يبقى غير كافي مقارنة مع الخصاص الموجود.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.