جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

الدعوة لمعالجة إعلامية سليمة لقضايا الهجرات واللجوء

جورنال آنفو- عبد الواحد بنديبة

 

خلُصت الورشات التكوينية التي نظمتها وكالة الأمم المتحدة للهجرة والمعهد العالي للإعلام والاتصال ومنظمة اليونسيف في المغرب، حول المعالجة الإعلامية لقضايا الهجرة واللجوء في الدار البيضاء، بباقة من التصويبات الخاصة بالمصطلحات الخاصة بتعامل الصحافيين والإعلاميين مع تلك القضايا الحساسة بالنسبة للدول والمجتمعات والمهاجرين واللاجئين على وجه الخصوص.

الورشات التكوينية، ركّزت على ضبط المفاهيم والمصطلحات الخاصة بقضايا الهجرات واللجوء، من قبيل “مهاجر غير شرعي” أو “مهاجر سري” وتعويضها بمصطلح” مهاجر في وضع غير قانوني”، لأن الإنسان لا يمكن أن يكون”غير شرعي”، لذلك وجب على الصحافي استخدام المصطلحات والمفاهيم التي تتوافق مع القانون الدولي وكرامة الإنسان، كما أنه ملزم بفكّ شفرة خطابات الكراهية والعنصرية وكراهية الأجانب والتمييز الذي يتعرضون له، ويجعل بينه وبينها مسافة فاصلة لتحقيق المبتغى المتمثل في تغطية إعلامية مهنية تحفظ وتصون كرامة الإنسان كأولوية للعمل الصحافي المهني.

في السياق ذاته، تبقى مهمة الصحافي في تجميع وإعادة بناء قصص معينة في سياق تاريخي واجتماعي واقتصادي وثقافي وجيوسياسي شامل، المهمّة المفتاح لتفكيك جميع”القوالب” الجاهزة والصور النمطية، من خلال الرجوع للوقائع ووضعها في سياقها السليم، لفكّ كل الخطابات التي تجرم المهاجرين وتعتبرهم خطرا، ثمّ العمل على تقديم المكرفون للمهاجرين غير النظاميين وإعطاؤهم الحيّز الأكبر في المعالجة الإعلامية، للتعبير عن أنفسهم بشكل يعيد كفة التوازن الغائبة فعليا، وعدم جعلهم مجرد ضحايا، وتعويض ذلك بتصويب بؤرة العمل عليهم في صور أكثر إيجابية، ورسم فاعليتهم بالمحاججة والنقاش بأصواتهم.

من جهة أخرى، وجب توخّي الحذر لعدم السقوط في فخّ الإثارة خلال المعالجة الإعلامية لقضايا الهجرات واللجوء، مع الحرص على احترام ثقافة ودين وتقاليد وعادات الأشخاص الذين يطرح عليهم الأسئلة، بالموازاة مع الاهتمام بوضعية النساء والقاصرين والأقليات العرقية والجنسية مع الإدرارك التام للحالة العاطفية للأشخاص الذين يقابلهم والصدمة المحتملة التي تعرضوا لها.

 

تبقى الصور عنصرا حاسما وحساسا بدوره في المعالجة الإعلامية لقضايا الهجرات واللجوء، إذ لايجب التقاط أي صور للقاصرين من دون موافقة أولياء أمورهم، وأن تكون مرفقة بتعليقات وعناوين دقيقة وواضحة مأرشفة لتجنب أي استخدام سيء أو محرّف لها، أو بث صور صادمة.

تميّزت الورشات التكوينية، في يومها الثاني بحضور الصحافية دنيا مسفر، التي استعرضت الإكراهات التي واجههتها وهي تلتقط شهادات عديدة لمهاجرين غير نظاميين في المغرب، وكيفية التوفيق بين العمل الميداني لصحافة التحقيق الخاصة بقضايا الهجرات واللجوء، والعمل التحريري لرسم تلك الشهادات في تحقيقات تهدف وتبتغي المهنية وتجعلها أفقا ملموسا لها، من خلال كتاب”Migrations au Maroc : l’impasse ?”

الورشات التكوينية تستمر في جولتها لمدن المغرب، وتحطّ الرحال نهاية الأسبوع الجاري في الرباط، بعدما نظمت في كل من مدن طنجة ووجدة والدار البيضاء، وينشطّها ويسّيرها الصحافي صلاح الدين المعيزي رئيس الشبكة المغربية لصحافيي الهجرات.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.