سجن استعماري يحتضن فضاء “الذاكرة التاريخية” في إقليم الرشيدية
جورنال أنفو
افتتح فضاء جديد للذاكرة التاريخية، أول أمس الأربعاء، بالرشيدية، وذلك تخليدا للذكرى الـ88 لمعارك جبل بادو ضد الاستعمار الفرنسي في الجنوب الشرقي للمغرب.
وحضر الافتتاح مصطفى الكتيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والكاتب العام لولاية درعة تافيلالت، ورئيس المجلس الجماعي، ورئيس المجلس الإقليمي، وعدد من أبناء المقاومين المعتقلين.
وتحضر ذكرى الفقيه والأديب والمؤرخ الراحل البارز محمد المختار السوسي في افتتاح مركز الذاكرة هذا، بعدما كان من مرتادي سجن “أغبالو نكردوس” وأرخ لاعتقاله في مذكرات “معتقل الصحراء”.
وحضر عبد الوافي رضى الله المختار السوسي، ابن المختار السوسي الساهر على إخراج تراثه، بدعوة رسمية من مندوبية المقاومين وأعضاء جيش التحرير.
وأقيم هذا الفضاء في مكان معتقَل أغبالو نكردوس الذي كان، زمن الاستعمار، من بين “أشهر المعتقلات والمنافي للوطنيين وقادة الحركة الوطنية والتحريرية في خمسينات القرن الماضي”، وفق مندوبية قدماء المقاومين.
وكان من بين من اعتقلهم الاستعمار الفرنسي بهذا المعتقل النائي زعماء سياسيون وكتّاب بارزون، من قبيل المهدي بن بركة ومحمد الفاسي.
ويتضمن الفضاء قاعة للعرض المتحفي ومكتبة وقاعة للمطالعة وقاعة للإنترنيت وقاعة للتشغيل الذاتي وتكوين أبناء المقاومين لإحداث مشاريع ذاتية.
وتتمثل الأدوار المنتظرة من هذا الفضاء “تلقين الناشئة والأجيال الجديدة، ثقافة الوطنية والمواطنة الإيجابية، وتعريفهم بالنضال الذي عاشه الآباء والأجداد من أجل الحرية والاستقلال، ومن بينهم معتقلو المنطقة وتقريبهم من ظروف الاعتقال التي عانوها؛ في سبيل استقلال المغرب”، مع “تبليغ رسالة الدفاع عن الوطن للأجيال الصاعدة”.
وتفتتح أنشطة هذا الفضاء بندوة علمية تتناول موضوع معتقلي أغبالو نكردوس ومعركتهم، يتدخل فيها 7 أساتذة جامعيين متخصصين في المقاومة وتاريخ جيش التحرير.
ومنذ سنة 2007، شهدت مختلف مناطق المملكة إنشاء عشرات “فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير” التي تشرف عليها مندوبية قدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير.
ومن بين المدن الكبرى والصغرى التي تحضر فيها هذه الفضاءات: تارودانت، الحسيمة، أكادير، تيزنيت، سيدي إفني، طاطا، طرفاية، سيدي سليمان، العيون، طانطان، المحمدية، زاكورة، ورزازات، آسفي، سطات، وزان، سلا، تطوان، مكناس، تازة، صفرو، فكيك، ووجدة.
وتقصد هذه الفضاءات “صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية للمقاومة والتحرير؛ باعتماد البحث والتدقيق التاريخي وتوثيق وتجميع كل ما له صلة بهذا الموروث التاريخي، وإبرازه من خلال مجموعة من الوسائل والوسائط والصيغ بغاية تقريب الذاكرة من المواطنين وترسيخ قيم الوطنية والمواطنة لدى الشباب والناشئة والأجيال الجديدة وتقوية الاعتزاز بالانتماء الوطني وتنمية السلوك”.
كما تروم “فضاءات الذاكرة” هذه العناية بـ”الأوضاع المادية والاجتماعية والأحوال المعيشية والصحية لأسرة المقاومة وجيش التحرير، وذوي حقوقهم، وحسن تدبير المنافع والامتيازات والمنافع المخولة لهم وتعزيزها”.