مسلسل “جبل الجليد” دراما أمازيغية بعيدة عن الفلكلرة والنمطية

تعرض القناة الثامنة “تمازيغت”، على الساعة العاشرة مساء طيلة أيام شهر رمضان الجاري، المسلسل الدرامي “جبل الجليد” المفلحة حلقاته الأولى في جذب شريحة واسعة من المشاهدين ممن وجدوا في مشاهد العمل الدرامي، الذي أخرجه رشيد الهزمير، تيمات تمت معالجتها بعيدا عن الفلكلرة والنمطية التي تتسم بهما الكثير من الأعمال الدرامية الناطقة بالأمازيغية.

العمل من بطولة سعيد ظريف ومحمد الصغير ورجاء خرماز وحادة الشهبوني وسعيد عامل، ويتمحور حول “شخصية موسى”، الطالب الجامعي الذي لم يثنه طموحه لنيل شهادة الدكتوراه عن محاولة الانتقام من مغتصب شقيقته، ليعيش طيلة زمن الحكي صدمات ثقافية تذكر بفترات طفولته، بآلامها وأفراحها، ثم يتيه في مفارقات تدخل إلى مغامرات بعضها ضد قناعاته ومعتقداته.

ويعيش موسى بين ثلاثة عوالم في قصة واحدة: الأول للمدينة وعلاقاتها الاجتماعية، بينما الثاني يتمثل في ماضي الطفولة وذكرياتها، ثم الثالث مخصص للبلدة بتفاعل مع الأم المريضة والأب المستهتر وقريبة من ذوي الاحتياجات الخاصة.

واعتمد سيناريست هذا العمل على “الفلاش باك”، التي وظفها المخرج برؤية فنية نجح من خلالها في الانتقال بين المشاهد بسلاسة تجعل المشاهد يتابع كل الحلقات في سعي لفهم شخصية موسى الغامضة، وسبر أغوار باقي الشخصيات وارتباطاتها.

ويرى المخرج رشيد الهزمير إن المسلسل يعالج قضايا مجتمعية في قالب درامي يتسم بالتشويق وحضور البعد الإنساني في العلاقات الاجتماعية بين أبطال المسلسل، وأن تيمات الانتقام والحب والصراعات العائلية، وإن عولجت في أعمال سابقة، إلا أن التعاطي معها في “جبل الجليد” تم وفق رؤية تناسب الشريحة المستهدفة من العمل، حسب معايير تقنية وجمالية نجحت في أن تجعل للمسلسل بصمة في الطبق الرمضاني للموسم الجاري.

جدير بالذكر أن رشيد الهزمير واحد من المخرجين الشباب، وقد راكم تجربة مهمة في الإخراج كمساعد أول لعدد من المخرجين الكبار، وشارك في أعمال أجنبية، كما أخرج أعمالا وثائقية ودرامية لفائدة “قناة العيون” التلفزية.