جريدة رقمية مغربية
متجددة على مدار الساعة
اشهار ANAPEC 120×600
اشهار ANAPEC 120×600

حراك الجزائر في جمعته 17 دعم الحرب على الفساد والتمسك بالمطالب

 

جورنال أنفو – فؤاد خادم

للجمعة السابعة عشر على التوالي، لم يغادر الجزائريون الشارع، ومازال الحراك مستمرا وازداد زخما وتعددت شعاراته وتجددت بتجدد القرارات الجانبية والاستعراضية التي يقدمها قائد الأركان الكايد صالح بين الفينة والأخرى ويطرحها على أنها تحقق المطالب وتحل المشكلة، كتسريع وثيرة الاعتقالات والمحاكمات لرموز من النظام الفاسد والعصابة التي ظلت تحكم وتتحكم في مقدرات وخيرات الجزائريين، إلا أن الحراك، يراها غير كافية وعاجزة عن تحقيق المطالب الأساسية التي ثار من أجلها، والمتمثلة أساسا في اجتثات الفساد والمفسدين بشكل كامل وشامل ، وقيام مؤسسات انتقالية تتولى مرحلة ما بعد العهد البائد لبوتفليقةوبناء مؤسسات شرعية مدنية تكون فيها السيادة للشعب ويلتزم فيها العسكر بدوره الرئيسي بعيدا عن كل طموح سياسي وداخل تكناثه.

فرغم تقديم بعض رموز النظام للمحاكمة من سياسيين ورجال المال والأعمال وفئة من البيروقراطيين، إلا أن الحراكيين يتابعون هذه الاعتقالات والمحاكمات بكثير من الريبة والحيطة والحذر والتحفيظ، فكثير من الرموز لازالت تابثة في أماكنها ولازالت شبكة المصالح وذوي النفود والقوى العميقة متمكنة ناسجة خيوطها بإحكام في دواليب المؤسسات السياسية والمالية، كما أن جميع الخبراء القانونيين يؤكون على أن صكوك الاتهام لمن تم تقديمهم للمحاكمة قد شابها التقادم وهي في أقصى الحالات جنح عقوبتها الحبس المخفف أو الغرامة المالية حسب نصوص القانون الجنائي الجزائري.

كما أن الحراك لم يعد مطمئنا للدور الغامض والمبهم للمؤسسة العسكرية خاصة الكايد صالح ، الذي أصبح له طموح سياسي.

فمنذ بداية الحراك وفي غياب تام لباقي المؤسسات، خاصة الأحزاب الموالية للنظام والمعارضة له والتي تجاوزتها الأحداث وأصبحت على الرف والهامش، حاول أن يظهر بمظهر المرافق للحراك والمراقب له وبأنه صاحب الحل والعقد شريكا له ووصيا عليه والحامل الوحيد لمشروعيته.

في كل خطاباته وبياناته، أرسل رسائل واضحة ومشفرة بأسلوب فيه نوع من الإرضاء والمغازلة وكثير من الاستفزاز والتخويف والترهيب، لاعبا على عامل الوقت والزمن لإطفاء جدوة الحراك وتصفيته ماديا ومعنويا وتمييعه بخلق مناكفات وجدالات عقيمة تخلق الارتباك والفتنةوالتفرقة لاحتواءه والسيطرة عليه .

ففي غياب أي تصور واضح للخروج من المأزق ورسم معالم خطة طريق واضحة وفي غياب تقديم الحراك لممثلين عنه قادرين على ترجمة المطالب والدفاع عنها سيبقى الوضع ملتبسا قابلا لكل الاحتمالات والتصورات .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.