مشاهير وقعوا في فخ الابتزاز الرقمي حول حياتهم إلى جحيم
بشرى بلعابد
بينهم فنانون، سياسيون، ولاعبو كرة القدم أيضا. استغل مجهولون مواقعهم الحساسة في نصب كمين لهم من أجل ابتزازهم وإرغامهم على الرضوخ لشروطهم ومطالبهم. فكان بين هؤلاء المشاهير، من تعرض إلى الفضيحة بعد تسريب صوره الخاصة على الأنترنت، وبينهم من وقع ضحية نصب بعد سرقة حسابه الإلكتروني، وآخرون فطنوا إلى خطورة القرصنة التي وقعوا ضحية لها، ليُسارعوا نحو أقرب دائرة أمنية من أجل التبليغ عن مُنفذي العملية.
أسماء اشتهرت بحضورها القوي في مجال تخصصها. لطالما أبدعت فأسرت قلوب الجماهير المغربية بتألقها. لم يُدرك هؤلاء المشاهير أنهم سيقعون يوما في فخ الجرائم الإلكترونية، حولت حياتهم إلى مطب حقيقي بعدما وجدوا أنفسهم في صراع مرير مع المجهول.
دردشة على “الويبكام”.. تُورط لاعبا للوداد في فضيحة جنسية
لم يكن اللاعب السابق لفريق الوداد البيضاوي لكرة القدم، عبد الرحمان لمساسي – وهو الذي يعد آنذاك من أقوى دفاع الفريق الأحمر – يُدرك أنه سيقع يوما ضحية ابتزاز إلكتروني، قلب حياته رأسا على عقب بعدما عمد مجهول إلى نشر شريط فيديو له على موقع “اليوتيوب” يُظهره بالصوت والصورة وهو يمارس الجنس مع فتاة على “الويبكام” خلال دردشة حميمية معها، قبل أن يخرج اللاعب عن صمته فيما بعد، لينفي لوسائل الإعلام جملة وتفصيلا كل ما تضمنه الشريط من مشاهد مخلة بالحياء، معتبرا أنه تعرض لفبركة مقابل ابتزازه للحصول على المال. معترفا في الوقت ذاته قيامه بدردشة مع الفتاة، لكن دون أن يمارس الجنس معها كما أكد ذلك .
وتعود فصول الواقعة إلى سنة 2011، حين اهتزت جماهير فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم على خبر شريط الفيديو، الذي انتشر على الأنترنت كالنار في الهشيم، قبل أيام من موعد الديربي الذي كان سيجمع فريقه الوداد آنذاك بغريمه الرجاء البيضاوي.
تحول اللاعب فجأة إلى حديث الناس في المقاهي والحافلات، بعدما تسرب الشريط إلى موقع “اليوتيوب” لينتقل إلى الهواتف الذكية، دخل على إثره في معاناة نفسية حادة، لتمتد المضاعفات النفسية إلى والدته التي أقعدها المرض من جراء هذا الحادث المفاجئ. وبعد مرور سنوات على نكبة اللاعب لمساسي، تبين أن شابا يتحدر من منطقة وادي زم، هو من يقف وراء تصوير الشريط، الذي هدد به اللاعب مقابل حصوله على المال. ولأن الضحية رفض ابتزازه، لم يتردد الشاب في نشر الفيديو على موقع “اليوتيوب” جعله لفترة مبعث مشادات كلامية بين جماهير الفريقين.
بعد أيام على تعرضه للواقعة، صرح اللاعب لإحدى وسائل الإعلام آنذاك، بوقوعه في الفخ، وأن جهات سعت إلى تشويهه عمدا بغرض تشتيت تركيز لاعبي الوداد الذين كانوا يستعدون لمواجهة غريمهم فريق الرجاء البيضاوي. وللأسف وقع” علي الاختيار، لأدفع ثمن صراع الطرفين المتنافسين .”وقد قرر لمساسي إيجاد مخرج لقضيته عبر تسلم وثائق مغادرة الفريق ، لكونه لم يعد يمتلك القدرة على البقاء في صفوف لاعبيه بعد ما حدث له. على حد تعبيره.
مجهولون يحتالون على ممثل مشهور عبر “الفايسبوك”
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه ليصل إلى فنانين مشهورين، لم يفلتوا أيضا من فخ الجرائم الإلكترونية، والتي يقف خلفها أشخاصا امتهنوا حرفة السطو على الحساب الإلكتروني للغير من أجل تنفيذ عملياتهم.
كان من بين هؤلاء الضحايا، المخرج والممثل ادريس الروخ، حين تعرض في مارس 2016، إلى سرقة حسابه الإلكتروني من قبل مجهولين سعوا من خلالها إلى التحايل على معجبيه لمدهم بمبالغ مالية.
و قد تفاجأ الفنان ادريس الروخ خلال مشاركته في عرض مسرحي، باستقبال العشرات من المكالمات الهاتفية داخل وخارج المغرب. تستفسره عن حادث وهمي روجته جهات، قرصنت حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”، لتقوم بتوجيه رسائل إلى أصدقاءه ومعجبيه عبر عناوينهم الإلكترونية، حيث تقمصت شخصيته لتطالبهم بمبلغ مالي، بدعوى أنه عالق في الديار الهولندية ويحتاج مساعدة عاجلة لتمكينه من العودة إلى المغرب.
واعترف ادريس الروخ لوسائل الإعلام، أن العصابة التي تقف وراء العملية، تمكنت من تحصيل مبلغ مالي مهم من جيوب أصدقائه الذين سارعوا إلى وضعه في حساب بنكي خاص. قبل أن يكتشفوا أن للأمر علاقة بنصب واحتيال، أثرت تداعياتهما على نفسية الممثل ادريس الروخ الذي لم يستوعب في البداية حقيقة الأمر.
قراصنة يسرقون حساب الخياري.. والأخير يضع شكاية في الموضوع
الفنان الكوميدي محمد الخياري، اعترف في تصريحات سابقة، أن حسابه الخاص على موقع “الفايسبوك” تعرض أيضا لعملية قرصنة من قبل مجهولين، تمكنوا من اقتحامه من خلال رقمه السري الذين عمدوا إلى تغييره فجأة.
وقد تداول نشطاء “الفايسبوك”، قبل سنتين من الآن، خبر قرصنة الصفحة الشخصية للفنان الكوميدي” محمد الخياري”، من طرف قراصنة المعلوميات، حيث اخترقوا صفحته من أجل الاستيلاء على معطياته الشخصية. وهي عملية أثارت قلق الفنان الكوميدي بشدة، ليسارع إلى وضع شكاية في الموضوع لدى المصالح الأمنية، قصد تحديد هوية الفاعل، كما أخبر إدارة “الفايسبوك” بالأمر، حتى لا يتحمل المسؤولية فيما قد ينشر على صفحته المقرصنة من صور مفبركة.
شخص يفضح الصنهاجي بعدما ابتزه بنشر فيديو مقابل 30 مليون سنتيم
لعل قضية الفنان الشعبي المشهور سعيد الصنهاجي، من بين القضايا الشائكة التي مازال يتذكرها الرأي العام المغربي كلما طُرح هذا الموضوع، بعد “الفيديو” الذي نُشر له قبل أشهر من الآن، على موقع “اليوتيوب” من طرف شخص، كان قد ابتزه بنشر شريط يظهر فيه الفنان رفقة شبان وفتيات عاريا تماما، مقابل مده مبلغا ماليا حدد في 30 مليون سنتيم.
وكان شريط الفيديو، الذي تجاوزت مدته ثلاث دقائق، قد التقط خلال جلسة خاصة للفنان الشعبي بالعاصمة البلجيكية بروكسيل مع بعض الأصدقاء، دون علمه بذلك، قبل أن يتحول هذا الفيديو إلى وسيلة لابتزازه.
وأوردت تقارير صحفية نقلا عن مصادر مقربة من الفنان، أن الأخير كان ببروكسيل لتوقيع عقد عمل هناك، وكان فرحا بعدما نال عقدا دسما، غير أن أحدهم لم يرُق له ذلك فقرر الانتقام منه، عن طريق هذا الفيديو الذي التقط في غفلة من الصنهاجي.
واقترح المبتز على الصنهاجي، منحه مبلغ 30 مليون سنتيم، مقابل عدم نشر هذا الفيديو، لكن المطرب الشعبي اقترح عليه منحه مبلغ 8 ملايين فقط، وهو ما رفضه المبتز الذي سارع إلى نشر مقطع الفيديو، قبل أن يجد نفسه في قبضة الأمن بطنجة، بعد تقدم المعني بالأمر بشكاية ضده.
وفي أول خروج له بعد فضيحة ظهوره في شريط فيديو تناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي وهو شبه عار، ظهر سعيد الصنهاجي وهو يستجدي جمهوره بالقول: لا أدري ما أقول ولكني مجبر على الحديث من أجل أولادي”.
وأضاف الصنهاجي الذي بدا متأثرا بما حدث له، أن 80 في المائة من الفيديو مفبرك، موضحا أنه لا يذكر متى وكيف تم تصويره.
وقال: “ارحموني وارحموا أبنائي، أحببتموني فنانا وإذا رغبتم اليوم في كرهي فلكم ذلك”.
واسترسل الصنهاجي بتقديم النصح للفنانين المغاربة “باش يحضوا روسهم ويسامحوه على ما بدر منه”.
وبدا سعيد الصنهاجي في غاية التأثر حيث قال: “لي جرى جرا وربي تيستر، استروني على أولادي وتنطلب من المغاربة يسمحوني راني أخطأت وبناتي في فترة عمرية حساسة وراني أخطأت راه ربي هو الستار”.
واد زم.. معقل محترفي الجرائم الإلكترونية..
كشف رئيس جمعية ضحايا “الويب كام” أن مدينة واد زم، من أكثر مدن المملكة التي تعرف انتشارا واسعا للمبتزين إلكترونيا، وذلك بنسبة 80 بالمائة، بينما 15 بالمائة يستقرون بمدينة خريبكة المجاورة لها من جهة الشمال.
وأوضح رئيس الجمعية، أن منطقة أبي الجعد، تبقى موالية لتلك المدن، من حيث نسبة تواجد المبتزين بها، مشيرا إلى أن 4 بالمائة منهم يستقرون بالمنطقة، فيما 1 بالمائة متفرقين في باقي مدن المملكة.
ومع انتشار ما بات يُعرف بمحترفي الابتزاز الالكتروني، تأسست جمعية “ضحايا الويب الكام”، التي تروم مواجهة القراصنة المبتزين، من خلال محاولة ردعهم عبر تهديدهم قضائيا. بعد أن تكون الجمعية قد توصلت بشكايات عديدة من الضحايا، تفيد تعرضهم لجريمة الابتزاز، عبر نشر صورهم الخاصة على موقع “اليوتيوب” أو مواقع التواصل الاجتماعي.
ولفضح المبتزين في الشبكة العنكبوتية، وتقديم يد المساعدة للضحايا المتورطين، أنشأ ناشطون مغاربة قبل سنتين من الآن، صفحة فايسبوكية لهذا الغرض، وذلك لإيجاد حلول للضحايا، والإيقاع بالمبتز والتبليغ عنه لتتخذ ضده الإجراءات القانونية اللازمة. وتبقى جمعية ضحايا الويب كام من بين الجمعيات التي أنشأت لهذا الغرض أيضا.