قاصرون.. تحولوا إلى وحوش آدمية تفترس الأطفال !
بشرى بلعابد
تتعدد الأسباب والجريمة واحدة، تتعلق بقضية اغتصاب الأطفال التي أصابت الرأي العام بالتخمة جراء الأحداث البشعة التي يهتز لها بين الحين و الآخر. جرائم أعادت هذا الملف إلى الواجهة من جديد بعد استشراءها على نحو أقلق الجمعيات الحقوقية والمواطنين على حد سواء، خوفا على أطفالهم الذين أضحوا عرضة للاعتداء الجنسي في أية لحظة.
وإذا كان الرأي العام المغربي قد ألف بدوره ظاهرة البيدوفيليا داخل مجتمعنا، فإنه لم يستسغ انتقالها إلى القاصرين الذين أصيبوا بحمى الشذوذ النفسي لأسباب وعوامل اجتماعية متداخلة حولتهم إلى وحوش آدمية تحذق بسلامة الأطفال وتهدد براءتهم.
“قيزز”.. قصة متشرد دفن ضحيته حيا بليساسفة
لم يكن هذا الشخص سوى قاصر يبلغ من العمر 16 سنة، قادته ظروفه الاجتماعية والنفسية للنوم على الأرصفة والتسكع بين شوارع منطقة ليساسفة، وهي ظروف جعلته عرضة بدوره للاغتصاب من قبل “بيدوفيليين”، حولوه إلى وحش آدمي، ليفضل الانتقام من واقعه بإعادة تمثيل الجريمة التي هتكت عرضه وهو صغيرا.
لم يُدرك “قيزز” أنه سيفلت بجلده هذه المرة، بعد جرائمه السابقة التي اقترفها في حق طفلين آخرين، حاول قتلهما بعد اغتصابهما، قبل أن يعيد فعلته في حق ضحيته الثالث ذي الأربع سنوات. وهو ما اعترف به الجاني، الذي أحيل على غرفة الجنايات لاحقا، بارتكابه جرائم الاغتصاب الثلاث المقرونة بالعنف ومحاولة القتل.
ضحيته الأخيرة تتعلق بالطفل “عمران التمغ”، الذي ظل حديث الساعة لعدة شهور جراء الاعتداء الوحشي الذي مورس عليه، بعدما عُثر عليه محاطا بركام من الأحجار ومدفونا بين الحياة والموت داخل حفرة في الخلاء بمنطقة ليساسفة. حيث وُجد عاريا تماما وبه كسورا بليغة على مستوى الرأس والرجلين وملطخا بالدماء.
تعود فصول الواقعة إلى سنتين من الآن، وبالضبط بتاريخ 8 مارس 2016، حين تغيب الطفل الضحية عن الأنظار في ظروف غامضة، ما دفع بوالده “نجيب التمغ” إلى نشر صورته على موقع التواصل الاجتماعي” الفايسبوك”، قبل أن يتم العثور على فلذة كبذه في وضعية مأساوية، مشيرا في حديثه مع “جورنال أنفو”، إلى أن ابنه الضحية تم نقله مباشرة إلى مستشفى ابن رشد للأطفال، حيث رقد تحت العناية المركزة قبل نقله إلى مستشفى الشيخ زايد بعمالة الحي الحسني بالبيضاء..
وأشار والد الطفل الذي كان تحت تأثير الصدمة، إلى أن التلاميذ، سمعوا صوت صراخ منبعث من حفرة في الخلاء، وبعد اقترابهم منها، لاحظوا حصيرة فوقها حجر، وبإزاحتهم لها عثروا على ابنه الذي كان في وضعية صحية خطيرة.
دوار شتوكة يستفيق على جريمة مماثلة
جريمة اغتصاب أخرى، بطلها تلميذ قاصر لا يتعدى 16 سنة، هتك عرض طفل يبلغ من العمر 3 سنوات بدوار النية منطقة أيت عميرة إقليم اشتوكة.
وبحسب ما تداولته بعض التقارير الصحفية، فإن التلميذ الجاني يقطن بنفس العمارة التي يتواجد بها الطفل، حيث قام باستدراجه، إلى الطابق السفلي الذي يقطنه، وهناك تعرض لاغتصاب، ليعود الطفل على غير عادته باكيا، قبل أن تكشف والدته أن طفلها بلل سرواله، ولما سألته عن ” الحافظة” أخبرها أن ابن الجار هو من أزالها، بعد أن مارس عليه الجنس، وبعد عودة الأب أستمع لرواية زوجته ، قبل أن يتوجه بطفله إلى المستشفى ويستصدر شهادة طبية تؤكد تعرض الضحية للاغتصاب .
قاصر ذو 14 سنة يمارس الجنس على طفل تحت التهديد
تقدم مؤخرا تلميذ قاصر يبلغ من العمر 11 سنة ونصف ، بشكاية إلى المصالح الأمنية بالحي الحسني، مفادها أنه تعرض لهتك العرض من طرف قاصر آخر.
وأوضح المعني بالأمر أنه بتاريخ 13 مارس الجاري، خرج من منزله وتوجه إلى دار السلام ولعب كرة القدم مع أبناء حيه، وعند رجوعه فوجئ بطفل آخر عرضه للعنف والتهديد بواسطة شفرة حلاقة وقام بسياقته إلى مرأب للسيارات بنفس الحي، حيث قام بنزع سرواله ومارس عليه الجنس، قبل ان تم نقله فيما بعد إلى المستعجلات لإسعافه.
وبناء على هاته الشكاية، قامت عناصر الشرطة القضائية بأمن الحي الحسني بإجراء عدة تحريات تمكنت من خلالها من إيقاف المشتكى به، الذي هو بدوره قاصر يبلغ من العمر 14 سنة تلميذ، وتم عرضه على الشاكي الذي أكد أنه فعلا هو من عرضه للاعتداء بعد تهديده بشفرة حلاقة، المعني بالأمر وبعد مواجهته بتصريحات الضحية لم يجد بدا من الاعتراف بالمنسوب إليه.
935 حالة اعتداء جنسي على الأطفال سنة 2015
كشف الائتلاف المغربي ضد الاعتداء الجنسي على الأطفال عن وقوع 935 حالة اعتداء جنسي على الأطفال، مصرح بها، في المغرب خلال سنة 2015، وأن 75 في المائة من حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال يكون الجاني فيها أحد الأقارب.
وكشف التقرير أن العدد الإجمالي لحالات الاعتداء الجنسي على الأطفال التي تابعها أو توصل لها الائتلاف، منذ بداية 2015 وحتى الآن، بلغت 935 حالة، بزيادة بنسبة 10 في المائة، مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2014 التي سجلت فيها 850 حالة، و768 عام 2013، و713 في 2012.
وأوضح التقرير أن “الإحصائيات تفيد بأن الأطفال الذكور هم أكثر عرضة للاعتداء الجنسي من الإناث”، مضيفا أن “الأقارب والجيران يحتلون صدارة المعتدين، يليهم المعتدون الغرباء والأجانب، ثم الآباء وأطر المؤسسات التعليمية والخيرية والاجتماعية”.
روكبان: هناك تؤخر كبير في تفعيل القوانين الزجرية والمقاربة التحسيسية الحل الأمثل
قال رئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب رشيد روكبان في حديثه مع “جورنال أنفو”، إن معالجة الظاهرة تقتضي أولا الطابع القانوني من خلال تطوير التشريعات الوطنية في اتجاه تشديد العقوبات على مرتكبي جرائم الاعتداء الجنسي على الاطفال، وذلك كي توازي الأحكام الصادرة حجم الضرر الذي يلحق بهؤلاء الضحايا.
وأوضح روكبان أن نواب فريق التقدم والاشتراكية، سبق أن قدموا للبرلمان مقترحا قانونيا منذ 3 سنوات، يرمي إلى تشديد العقوبات على مرتكبي جرائم الاغتصاب في حق الاطفال ونقلها الى جلسة. وأعرب رئيس منظمة الطلائع عن أسفه الشديد من تأخر المشرع في الاستجابة لهذا القانون الذي من شأنه أن يحد من هذه الظاهرة الخطيرة حسب تعبيره.
وأشار المتحدث إلى أن المقاربة القانونية والمقاربة التحسيسية، تبقى الحل الأمثل لضمان حماية الأطفال، شريطة بحسبه أن تبذل الجهات المعنية جهود مضاعفة لتحسيسهم وآبائهم بخطورة هذه الظاهرة، داعيا الجهات الوصية إلى احتواء واحتضان أطفال الشارع، باعتبارهم مشروع بيدوفيليين جراء الانتهاكات والاغتصابات التي يتعرضون لها. مطالبا السلطات المعنية في الوقت ذاته باتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية اللازمة لضمان حمايتهم بناء على تلك المقاربات الأساسية التي يرى انها الحل الأمثل لمحاربة الظاهرة تدريجيا.
خبير قانوني: 3266 طفل اغتصب خلال الأربع سنوات الأخيرة
كشف محامي جمعية “ماتقيش ولادي” لحماية الطفولة، منير أبو العزائم، عن رقم صادم لعدد حالات الأطفال المغتصبين الذين بلغ عددهم إلى 3266 حالة، خلال الأربع سنوات الأخيرة، تتراوح أعمارهم بين 5 و14 سنة، في حين بلغت الاعتداءات الجنسية بحسبه، 80 بالمائة من حالات الاستغلال الجنسي للأطفال عموما، والتي يرتكبها الأقارب بنسبة 75 بالمائة.
في هذا الصدد، أكد منير أبو العزائم، محامي جمعية “ماتقيش ولادي” لحماية الطفولة، على أسباب تفاقم ظاهرة الاعتداءات الجنسية، في صورة البراءة، والتي أجملها في الجانب التربوي، والاجتماعي، والاقتصادي، وأيضا انتشار سمعة المغرب بما يسمى بـ”السياحة الجنسية” على نحو آخر.
وأشار المتحدث إلى أن الإصلاحيات بصفتها مؤسسة سجنية، والدور الذي تؤديه يحدد مسار المشكل، متسائلا عن الدور الحقيقي الذي تقوم به الإصلاحية بالنسبة للقاصرين، كمؤسسة سجنية، وتراوح دورها بين التربية والإدماج للمجرمين القاصرين، أو تقتصر على العقوبة فقط.
نجية أديب: القاصرون الذي يغتصبون الأطفال بيدوفيليون ويجب أن يُعاقبوا
تقول نجية أديب، رئيسة جمعية “ماتقيش ولادي” لحماية الطفولة، لـ “جورنال أنفو” إن “هؤلاء القاصرين الذين يغتصبون الأطفال هم مشاريع بيدوفيليين، لأنهم يمتلكون جيناتهم، والطبيعة خلقتهم هكذا، كما خلقت من يحبون مضاجعة الموتى ومن يضاجعون الحيوانات، لذلك لا يجب أن نزين مثل هذه الأمور ونشرع في إطلاق المبررات”.
وتضيف رئيسة جمعية “ما تقيش ولادي” لـ “جورنال أنفو” أن “هؤلاء المغتصبين ولو كانوا قاصرين يجب أن يسري عليهم نفس العقاب الذي يسري على الراشدين”، مؤكدة أنه “في وقت ما كان الرجال يتزوجون على 16 سنة وينجبون الأطفال، وما دام هؤلاء يستطيعون ممارسة الجنس، فهم يستحقون عقابا قاسيا، لأنهم سيدخلون إلى السجن وسيخرجون وسوف يعودون إلى اغتصاب الأطفال من جديد، وهكذا”.
وتسترسل أديب مستنكرة: “والطفل الذي يبلغ من العمر 4 سنوات، ما ذنبه؟ كيف سيعيش حياته في المستقبل؟ ما هو مستقبله؟ وهذا الذي يقولون عنه قاصر، هل هو قاصر فعلا، أم أن له عقل شيطان؟”
وعن أسباب هذه الظاهرة، تُنفي أديب كون هذا الأمر له علاقة بالفقر والتشرد والتفكك الأسري والكبت الجنسي، مُفسرة: “حتى في الدول المتقدمة التي فيها نسب منخفضة من البطالة، ولا يعاني فيها الناس من الجوع وينعدم فيها أطفال الشوارع، يوجد لديهم قاصرون يغتصبون الأطفال، لأنهم بيدوفيليون وانتهى الكلام”.
وتشدد رئيسة جمعية “ما تقيش ولادي” على قساوة العقاب في حق هؤلاء الذي “يُعتبرون قاصرين، وهم في الحقيقة مجرمون اقترفوا جرما لا يُغتفر، ويجب عليهم أن يُعاقبوا ليكونوا عبرة للآخرين حتى يتوقفوا عن اغتصاب والاعتداء على أطفالنا، لأن أطفالنا هم المجتمع كله”، مضيفة أن “القاصرين المغتصبين مجرد بيدوفيليين، ولن ننتظر منهم أن يتغيروا أو يصنعوا لنا الآيباد 6، إنهم منحرفون وسيظلون منحرفين”.