صادم.. 23 ألف رجل مغربي ضحايا العنف الزوجي بالمغرب !
كشف عبد الفتاح بهجاجي رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال، أن 23 ألف رجل مغربي ضحايا العنف الزوجي بالمغرب. وهي حصيلة تم تسجيلها – حسبه – طيلة الـ 10 سنوات الأخيرة.
وأفاد رئيس الشبكة المغربية في حديثه مع “جورنال أنفو” أن آخر تقرير قدمته الشبكة كان في نهاية سنة 2017، وهو تقرير تضمن حصيلة الرجال المعنفين من قبل زوجاتهم، حيث بلغ عددهم 2500 زوج معنف في ظرف لا يتعدى سنة واحدة، مشيرا إلا أن الحصيلة ليست نهائية بالنظر إلى وجود حالات أخرى تكون في الغالب مسكوت عنها، وهو ما ينذر –حسبه- بارتفاع عدد الضحايا إلى رقم صادم.
وقال عبد الفتاح بهجاجي في تصريح للموقع : ” إن الشبكة تستقبل سنويا العشرات من الرجال ضحايا العنف الزوجي الذين يأتون إلى مقرها بالدار البيضاء من مختلف المدن المغربية، وذلك في غياب الإمكانيات المادية واللوجيستيكية بالنسبة للشبكة لفتح فروعها في المدن الأخرى، ما يجبرني شخصيا على التنقل إلى مناطق بعيدة من أجل الاستماع إلى هؤلاء الضحايا وتسجيل شكاياتهم بالنسبة للذين لا يتوفرون على إمكانيات التنقل”.
وكشف رئيس الشبكة عبد الفتاح بهجاجي عن أشكال الاعتداء الزوجي الذي يتعرض له الرجال بالمغرب، والممثلة في ما هو نفسي، وقانوني وجسدي وتحرش جنسي في بعض الأحيان، وهو نوع قليل جدا مقارنة مع أشكال العنف الأخرى حسب تعبيره، مشيرا إلى أن أكثر الفئات العمرية تعرضا إلى العنف الزوجي تتراوح ما بين 40 و 75 سنة.
واعتبر رئيس الشبكة التي تأسست في 29 فبراير 2008، أن العنف الجسدي يبقى في المرتبة الأولى مقارنة مع باقي أشكال العنف الممارس عليه، وذلك بنسبة 25 في المائة من العدد الإجمالي، ” بحيث نستقبل حالات كثيرة تعرضت لجروح غائرة في الرأس باستعمال أدوات حادة، أو تكسير في الفك أو غيرها من حالات الاعتداءات العنيفة التي يكون الزوج المغربي ضحية لها”. على حد قوله.
ويأتي العنف القانوني حسب رئيس الشبكة في المرتبة الثانية، وهو نتيجة تطبيق بعض قوانين مدونة الأسرة كحرمانه الحق من الحضانة، مستدلا بما قد يتعرض له الزوج هنا من قطع صلة الرحم من طرف الزوجة، “بحيث أن الأخيرة قد تمتنعه في الغالب من رؤية ابنه مرة كل أسبوع، ولكي يستفيد بدوره من حق الحضانة، عليه أن يتبع مساطر قانونية جد معقدة”.
واستطرد عبد الفتاح بهجاجي قائلا : ” أيضا من بين القوانين التي أعتبرها قاسية على الرجل في مدونة الأسرة، قضية النفقة التي تلجأ من خلالها بعض الزوجات إلى رفع دعوى قضائية ضد الزوج بدعوى إهماله للأسرة رغم أنها قد تكون في الغالب مجرد ابتزاز، فنجد المحاكم للأسف تفرض عليه نفقة وتعويض يفوق قدرته المعيشية، فمثلا في مدينة الدار البيضاء، قد نجد مدخول هذا الزوج لا يتعدى 2300 درهم في حين أن القضاء يفرض عليه أداء نفقة قيمتها 2500 درهم”.
وكشف رئيس الشبكة، أن الأخيرة تستقبل شكايات عديدة من مغاربة العالم خاصة في فصل الصيف، أغلبهم يأتون من مدن أوروبية كفرنسا وإيطاليا وإسبانيا.. وغيرها.
شهادات صادمة لأزواج تعرضوا للعنف الزوجي..
استطاع “جورنال أنفو” أن يحصل على اعترافات بعض الضحايا الذين فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم.
يتعلق الأمر بزوج يبلغ من العمر 50 سنة، كان يقطن رفقة زوجته وابنه البالغ من العمر 12 سنة بالدار البيضاء قبل أن تنتهي علاقتهما الزوجية بالطلاق بعد معاناة دفع ثمنها غاليا.
يحكي هذا الشخص، أن زوجته تغيرت كثيرا منذ ولادة ابنهما، ” بحيث أصبحت عدوانية لدرجة أنها بدأت تهجر بيت الزوجية للمكوث عند أهلها لأسابيع، كما بدأت تصرفات عدوانية أخرى تصدر عنها، كالسب والقذف. قبل الانفصال بسنوات قليلة، طلبت مني الطلاق إلا أنها تراجعت في آخر لحظة، لتعود إلى سلوكاتها المعتادة، بل يمكن القول أنها أضحت أكثر عدوانية من السابق”.
ويضيف قائلا : ” في يوم حدث شجار بسيط بيني وبينها، فقامت بالتهجم علي بطريقة وحشية، كادت أن تهشم رأسي بقنينة زجاج.. توجهت على إثر هذا الاعتداء إلى مقر الدائرة الأمنية بدرب سلطان بالبيضاء، إلا أن شكايتي تم رفضها بدعوى أن الموضوع له علاقة بمحكمة الأسرة. بعد سنوات، حدث الطلاق، إلا أنها ظلت تتهجم علي في محلي التجاري، لدرجة أنها أزالت يوما ملابسها وبدأت في الصراخ أمام الملأ. لم أكن أعتقد أنها تعاني خلالا نفسيا إلا بعد سنوات من زواجنا، وهي فترة عصيبة عانيت خلالها الكثير”.
زوجة تطرد زوجها المتقاعد في سن 75..
يحكي هذا الرجل معاناته مع زوجته التي مارست عليه طيلة السنوات الماضية شتى أنواع الاعتداء، من بينها الاعتداء اللفظي والجسدي.
يتعلق الأمر بشخص يبلغ من العمر 75 سنة، متقاعد وأب لبنت تعيش في إحدى دول الخليج. يحكي قائلا : ” كنت أعاني من الإهمال الشديد، بحيث لا أجد الأكل في البيت، كما أن ملابسي دائما مُهملة ومتسخة، أضف إلى أن زوجتي كانت تسلب مني أجرة التقاعد، وأنا في خريف العمر لم أعد أقوى على مواجهتها، إلى أن طردتني من البيت بإحدى الأحياء الشعبية بالدار البيضاء، وذلك بدعوى أنني لا أشرف العائلة. الآن أعيش في الشارع ولا مسكن لدي سوى أن بعض المحسنين يتدخلون لإيوائي خاصة في فصل الشتاء”.
بعد أن ضبطها تخونه.. زوجة تتهم زوجها بالتحرش بابنته
قصة هذه الضحية لا تختلف تماما عن سابقاتها.. يتعلق الأمر برجل متقاعد يعيش رفقة زوجته وأولاده الثلاثة بنواحي واد زم.
يحكي أن زوجته كانت تسافر كثيرا عند أهلها لأسباب مجهولة، قبل أن يكتشف لاحقا خيانتها بعدما ضبطها رفقة شخص آخر كانت على علاقة به منذ سنوات دون علمه. ” في يوم تشاجرت معها بسبب هذا الموضوع. فكنت تعرضت للسب والقذف، قبل أن تباغتني بآلة حادة تسببت لي في جروح بليغة على مستوى الرأس”.
ويضيف الضحية قائلا : ” في يوم رفعت ضدي دعوى قضائية بتهمة التحرش بابنتي، رغم أن الأخيرة اعترفت أمام القاضي عكس ذلك… عموما انفصلنا وأنا الآن أعيش وحيدا “.
تجدر الإشارة إلى أن أغلب الحالات التي تتعرض للتعنيف الزوجي في صفوف الرجال، تنحدر من مناطق الشمال كطنجة، ومن شرق المملكة كوجدة، إضافة إلى مكناس.. وغيرها. حسب تقرير الشبكة المغربية للدفاع عن حقوق الرجال بالمغرب.
جورنال أنفو – بشرى بلعابد